الكاتبة وفاء كريدية تقول في إحدى قصص كتابها (رجال مؤجلون):
ها أنذا أستقيم في جلستي فوق الكرسي..
أتملى روعة الملفات التي تكتنفني من هنا وهناك..
أنظر من خلال النافذة إلى ضوء النهار فتسطع في رأسي أمنية.. حبذا لو أصل نهار عملي بليله..
هنا في هذا المكتب..
أنا رجل الكرسي والطاولات المستديرة..
ظل الحقيبة.. أستعير القسوة من حفيف أوراق الزهور.. أستنشق التحجر من عناق النسائم والأغصان، وأستطيب العزلة المستوحاة من طواف سنونوات الربيع وأنحني مستلهماً الانحاء من صفصاف قريتي الوادعة.. مكتبي هو عنواني وماضي وحاضري وشجرتي التي اتفيأ بظلها.
ها أنذا اتكئ على طاولتي وأستأنف عملية الطرد الجماعي التي لا يبدو لها انتهاء!
وأضم طاولة مكتبي إلى قلبي وأشم أوراقي وأذوب في رائحتها تحبني وأحبها حب القلب للقلب.. حب الروح للروح.