الجزيرة - وهيب الوهيبي / تصوير - التهامي عبد الرحيم:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض أن المسجد أهم محضن تربوي وتعليمي لما له من تأثير في عقول وأفئدة المسلمين ويحتاج لعناية تامة لكل ما يطرح فيه وتوضيح دور الإمام والخطيب بهذه الوظيفة السامية التي هي وظيفة الأنبياء والرسل.
وقال سموه إن منبر المسجد عليه مسؤولية كبرى في تحقيق الأمن الفكري وتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ القيم الأصيلة والتفاعل مع قضايا الوطن بفقه وحكمة وعقل مستنير بعيداً عن الانتماءات الضيقة والأفكار المتطرفة والآراء المقصية.
وأوضح أمير الرياض أن هذه البلاد المباركة شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وجعلها مهبط الوحي ومنبع الرسالة وشرّف قادتها - حفظهم الله - بخدمة بيوت الله وعمارتها والاهتمام بها، لافتاً سموه إلى أن هذه البلاد منذ تأسيسها وهي معنية بخدمة العقيدة الإسلامية ونشر الدين الإسلامي الحنيف، عادّاً هذا الاهتمام نابعاً من منهجها ودستورها القائم على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
جاء ذلك خلال افتتاحه مساء أمس الأول أعمال ملتقى «دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية» الذي ينظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض ضمن فعاليات الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز قيمنا الوطنية «وطننا أمانة»، وذلك في قاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية في حضور المستشار الخاص والمشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض سحمي بن شويمي بن فويز، ووكيل إمارة منطقة الرياض عبد الله بن مجدوع القرني وقيادات من الوزارة وعدد من المسؤولين والمشايخ والدعاة.
وكان الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد كلمة أكد فيها أن مثل هذه الملتقيات تسهم في حماية البناء الفكري لمجتمعنا السعودي من التأثر بالفتن والأحداث الجارية في المنطقة وتحديد الدور المطلوب لكل منهم من واقع تخصصهم في هذا المجال.
وأشار إلى أن المملكة محسودة على ما تنعم به من وحدة الصف واجتماع الكلمة ونعمة الأمن والاستقرار والرخاء الذي يحاول أعداء الوطن نزعه ونقضه، مؤكداً أن خط الدفاع في كل مجتمع في جميع النوازل والأزمات هو المؤسسة الدينية والقائمون عليها للوفاء بميثاق الله الذي واثقهم به.
عقب ذلك قدم مدير فرع الوزارة بالرياض الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الناصر درعاً تذكارياً لسمو أمير منطقة الرياض.
يُشار إلى أن الملتقى يتضمن لقاءً مفتوحاً مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء، وأعضاء من هيئة كبار العلماء، وعدد من وكلاء الوزارة، وتتركز مناقشات الملتقى على عدد من الموضوعات منها: المحاضرات والدروس في المساجد - واقعها ودورها في تعزيز القيم الوطنية -، والدور الاجتماعي للمسجد (إصلاح ذات البين)، وعلاقة المسجد مع مؤسسات المجتمع، والأنشطة التوعوية لغير المسلمين في المساجد، وتعزيز دور المسجد في تنمية الأمن الفكري لدى الشباب.
يصاحب الملتقى إقامة ورش عمل في الموضوعات التالية: رسالة المسجد، في تنمية المواطنة الحقة وتوعية المجتمع (الأخطار المحيطة بالمملكة), وأهمية تعزيز الاستخدام الأمثل لوسائل التقنية الحديثة في المسجد، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز الأمن الفكري، وواجب المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد تجاه تعزيز الأمن الفكري والأخطار المحيطة بالمملكة.