وافق وزراء خارجية نحو 30 دولة عربية وغربية أمس الاثنين خلال اجتماع دولي شهدته العاصمة الفرنسية باريس لمساندة العراق بـ»كل السبل الممكنة» في مكافحتها لـعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وبحث المشاركون في الاجتماع الدور الذي يمكن أن تقوم به كل دولة في الحرب ضد المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق في سورية والعراق.
ووافق وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة وقطر ودول أخرى على «الحاجة الملحة لاستئصال داعش» من المناطق التي تسيطر عليها في العراق ووعدوا بغداد بمساعدات عسكرية.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في مستهل الاجتماع الذي يستضيفه بمشاركة الرئيس العراقي فؤاد معصوم : «لا يوجد وقت نضيعه» ضد المتطرفين الذين بثوا شريطا مصورا مطلع الأسبوع الجاري يظهر قطع رأس عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز. وتابع إن «صراع العراق ضد الإرهاب هو أيضاً صراعنا»، في إشارة إلى المخاوف من أن آلاف الأوروبيين الذين يعتقد أنهم يقاتلون في العراق وسورية ضمن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يعودون إلى بلدانهم لشن هجمات.
من جهته قال الرئيس العراقي «نطالب بالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة ضد مواقع الإرهاب وعدم السماح للإرهابيين باللجوء إلى أي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم ومحاصرتهم بالقوانين التي تحرم التعامل معهم ومنع تدفق المقاتلين».
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحافي «إن ما نحن بصدده اكثر بكثير من مجرد ضربات. لقد عرضت دول عدة مشاركتها والأمر يشمل دولا أوروبية وغير أوروبية ودولا في المنطقة (الشرق الأوسط) أو خارج المنطقة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام المؤتمر إن «الاجتماع يبعث على الأمل على الرغم من خطورة الوضع» مشيدا بمشاركة «30 دولة هي بين الأقوى في العالم وكلها تقول قررنا أن نكافح داعش». واضاف «نحن معنيون جميعا» بهذه المواجهة.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) المنتهية ولايته أندرس فوج راسموسن، أن الناتو يمكن أن يلعب دورا في تنسيق العمل العسكري ضد التنظيم المتشدد، مثلما فعل في 2011 في حملته ضد قوات معمر القذافي في ليبيا.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، في ندوة ببروكسل، «في هذه المرحلة لا يمكنني استبعاد أي إجراء» مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية هو «مجموعة من الإرهابيين الذين لا توجد أي فرصة للتوصل إلى حل سياسي معهم». ورأى راسموسن أن الاسترضاء لا يؤدي للسلام.وفي الوقت ذاته أثنى الأمين العام للناتو على جهود الولايات المتحدة الرامية لتكوين تحالف دولي ضد التنظيم وأكد أنه لم يطلب من الحلف بصفته المشاركة في هذه الحرب.
وكانت إيران ابرز الغائبين عن مؤتمر باريس اعتبرت أن تحرك الائتلاف الدولي غير شرعي. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تنسق «عسكريا» مع إيران في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنها تبقى منفتحة أمام مواصلة أي «مناقشة دبلوماسية» مع إيران حول هذه المسألة.