بعد الرضا بقضاء الله وقدره نترحم على والدة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب سمو أمير منطقة القصيم التي وافاها الأجل المحتوم الذي قدره الله سبحانه على كل حي. قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ نسأل الله أن يجعل الفقيدة من الفائزين بدخول الجنة ومن المزحزحين عن النار وعزاؤنا الحار لسمو الأمير فيصل وأشقائه وشقيقاته ونخص سموه بمزيد من المواساة فقد كان يواسينا في مصاباتنا ويشارك إخوانه المواطنين في المنطقة في مسراتهم وآلامهم وله منزلة خاصة في نفوس أبناء القصيم عبروا عنها من خلال برقيات التعازي والاتصالات الهاتفية والتوافد أفراداً وجماعات على مجلس العزاء في منزل الفقيدة والدته المتواضع بأم الحمام وكان بودي لو كنت متواجداً ضمن وفد محافظة الرس لولا انشغالي ببعض الظروف الخاصة فأردت التعويض بهذه المشاركة المتواضعة. نسأل الله أن لا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأقارب والخلان والبقاء والخلود لخالق الوجود سبحانه وكلنا يشعر بمرارة الفراق وقسوته وهاهي الخنساء تقول:
ولولا كثرة الباكين حولي
على قتلاهم لقتلت نفسي
ويشاطرها ذات الشعور الأليم الأمير عبدالله الفيصل في رثاء والده بقوله:
والله ماحطك بالقبر لكن آمنت
باللي جعل دفن المسلمين مسنون
أجل.. إنه الصبر والتسليم لقضاء الله وقدره هو الذي يمنع المسلم من الجزع والتسخط ويمنعه كإنسان ما يشاهده من كثرة مصائب الآخرين وأحزانهم ومن شاهد على سبيل المثال كثرة المحزونون على فراق أحبتهم في إحدى مقابر الرياض هانت عليه مصيبته نسأل الله أن يثبت سمو الأمير فيصل على صبره وقوة تحمله في هذا الموقف الأليم ما وعد به سبحانه الصابرين بقوله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).