لقد عرفت معالي الفريق زميم بن جويبر السواط رحمه الله منذ مدة طويلة، وقبل أن أعرفه عرفت وسمعت عن أعماله الطيبة في قطاع أمني مهم، وهو حرس الحدود حيث إنني ومن خلال الجولات الدعوية التي قمت بها على العاملين في ثغور المملكة البرية والبحرية، شاهدت بأم عيني ما قام به - رحمه الله - من شق الطرق وتسهيل سبل الوصول إلى هذه المراكز، والنقاط المتناثرة على حدود المملكة البرية والبحرية، في السهول والجبال والرمال والسواحل وغيرها.
وكان رحمه الله مثالا لرجل الأمن المخلص لدينه ووطنه وولاة أمره، حيث يسعى دائما على العمل على ضبط الحدود، وحراستها من أن ينفذ منها المتسللون أو المهربون والمخربون، وذلك بمساعدة أعوانه من الضباط والأفراد العاملين في هذا القطاع الأمني المهم، حيث أنه خط الدفاع الأول لحماية أمن المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وكان - رحمه الله - كثيرا ما يقوم بجولات ميدانية على الحدود البرية والبحرية، ويشرف على الأعمال والمهمات في مناطق المملكة بلادنا الغالية، ويتابع الأعمال والإنجازات ويشجع ويرفع من معنويات العاملين، ويستمع إلى مرئياتهم ومقترحاتهم، وشاهدت صورا له في هذه المراكز والجهات وهو يتفقد العمل مع الضباط المسؤولين، ويناقشهم عن مهامهم، ويستمع إليهم، وذلك للرفع من مستوى الخدمات الأمنية.
وقد أنهى حياته العملية - رحمه الله - بهذا المشروع الضخم لحماية حدود المملكة الشمالية، وذلك بالسياج الأمني الممتد على حدود المملكة الشمالية المزود بالرادارات والكاميرات الحرارية، والتجهيزات الجديدة ، وكذلك السيارات المزودة بالأجهزة الحديثة، وذلك بدعم وتشجيع من حكومة المملكة العربية السعودية، ممثلة في وزارة الداخلية وبمتابعة صاحب السمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزير حفظه الله، وقد اطلعت على هذا الإنجاز الضخم في جولتي الأخيرة قبل أيام عندما كنت في جولة على الحدود الشمالية من مدينة عرعر وطريف ورفحاء والشعبة، والعويقيلة وجديدة عرعر وغيرها، لذا فإنني أدعو له بالرحمة وأسأل الله أن يتقبله عنده، حيث أنه وافاه الأجل وهو في ميدان العمل الأمني، وترجل الفارس من فرسه ليلاقي ربه الغفور الرحيم، فجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين .
وإنني إذ أدعو له بالرحمة والغفران، أعزي نفسي وأعزي إخواني رجال الأمن والمسؤولين في وزارة الداخلية، وكذلك أسرته وأقاربه في وفاة هذا القائد الهمام، حيث أنه بفقده فقدت وزارة الداخلية قــائد من قادة الأمن.
كما أنني أهيب برجال الأمن الذين هم على رأس العمل وعلى قمة السلطة والمسؤولية، أن يحذوا حذوه وأن يعملوا بجد وإخلاص لحماية دينهم وعقيدتهم وبلادهم الغالية، بلاد التوحيد فبلة المسلمين مهما كانت مواقعهم أو قطاعاتهم، ويعلموا أن العمل الصالح وخصوصا ما ينفع المسلمين ويحميهم، إنه لايضيع عند الله عز وجل، وسيجدونه أمامهم وأن الموت ليس ببعيد عنا جميعا وليس ينفعهم يوم القيامة إلا ما يقدمونه من عمل صالح، فإنني أدعوهم وأحثهم على الجد والاجتهاد وبذل ما يستطيعون لإتقان الأعمال الموكلة لهم، والإخلاص وأداء الأمانة التي أوكلت إليهم لحماية عقيدتهم وبلادهم.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد، وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.