حوطة سدير - متابعة - ناصر العريج - أحمد أبو عرقوب:
بحضور صاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل آل سعود محافظ محافظة المجمعة وسعادة رئيس مركز حوطة سدير الأستاذ فهد بن صالح الزكري، وجمع من كبار المسؤولين في المنطقة، دشن معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء يوم الخميس الموافق 16-11-1435هـ ملتقى (وطننا أمانة) الذي تنظمه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بمنتزه الأمير سلمان بحوطة سدير.
وفي بداية الحفل استمع الحضور إلى آيات من كتاب الله تعالى، عقب ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً من إعداد وحدة الأمن الفكري بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إثر ذلك ألقى فضيلة الشيخ خالد الحميد رئيس مركز هيئة حوطة سدير كلمة رحب فيها بمعالي الرئيس العام وبسمو محافظ محافظة المجمعة وأصحاب الفضيلة والحضور. وقد قال في كلمته:
الحمد لله الذي جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علامة لخيرية هذه الأمة، والصلاة والسلام على خير من أمر بالمعروف بالمعروف ونهى عن المنكر بلا منكر، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صاحب السمو محافظ محافظة المجمعة إخواني رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفلنا الكريم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
إن الكلمات تتزاحم، والجمل تتلاحم في بيان ما منَّ الله به علينا في وطننا الحبيب الذي شعاره كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله
نعم! ماذا عساي أن أقول!
أنثراً أم نظماً
أشِعراً أم كَلِما
وطنٌ شعاره التوحيد، فلا أضرحة تعبد، ولا قبور تقصد، ولا مزارات تشيد.
وطن السنة فيه ظاهرة، والشريعة معظمة، والسبل آمنة، والدماء معصومة، والحقوق محفوظة، والشعائر مقامة.
وطن القضاء فيه بشرع الله، وصوتُ أهلِ الحق عال فيه بفضل الله.
وطنٌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أركانه.
الثمرات تجبى إليه من كل مكان.
وطنٌ أعين أهل السنة به قارّة، وخيرات الدين والدنيا فيه دارّة.
أيها الكرام: إذا كان حب الوطن من الفطرة فكيف إذا انضم إلى ذلكم الوطن تلك الفضائل، واجتمعت فيه تلك الخصال قال ابن حجر رحمه الله معلقاً على الحديث الذي أخرجه البخاري أن رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا أبصر المدينة أوضع ناقته وحركها لتسرع قال: (فيه دلالة على مشروعية حب الوطن والحنين إليه).
معالي الشيخ. حفلنا الكريم: إن الله قد من علينا وعلى آبائنا وأجدادنا بدعوة ودولة.
اجتمع إمامان من أئمة الزمان فكوَّن الله بهما وطناً عظيماً، وساق على يديهما الخير كلَّه!
باجتماع الإمامين الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود رحمهما الله نعمنا بفضل الله بهذا الخير فجزاهما الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء.
ومن فضل الله تتابع أبناؤهما البررة على التناصر والتعاضد على الحق حفظاً للأمانة وقياماً بالواجب.
إن ما نشهده ونلمسه ونراه اليوم من تقدم في جميع الميادين لمن توفيق الله ثم من توجيهات قائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين، يناصره ويعاضده ولي عهده وولي ولي عهده حفظهم الله للإسلام والمسلمين ذخراً
وإن من الميادين التي حققت نجاحا باهراً وتقدماً ملموسا وإنجازا شاهدا: رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما كان ذلك ليكون بعد توفيق الله وفضله إلا بالاختيار الموفق من لدن خادم الحرمين الشريفين حيث اختار حفيد الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رئيساً لها فهنيئاً للرئاسة بكم يا معالي الشيخ وهنيئاً لنا بكم.
شهادة حق أقولها واكتبها لا تزلفاً ولا تملقاً فقد أمضيت ما يقارب من ثلث قرن في العمل في رئاسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أماكن مختلفة حقيقة لم يتول علينا في الرئاسة قائد كهذا القائد الذي بين أيديكم وحاضر بينكم فجهوده جبارة، ومواقفه مشهودة.
ماذا أذكر أأذكر أمره بإقامة الملتقيات والندوات التي تحارب الأفكار الضالة وتعزز الأمن الفكري.
أأذكر أمره بطباعة الكتب التي توضح الطريق الحق الذي كان عليه سلفنا الصالح.
أم أذكر دعمهم للرئاسة ولرجالها المخلصين وتصحيحه ونصحه لها.
إن هذا الملتقى (وطننا أمانة) المقام في مدينة حوطة سدير والذي نشهد افتتاحه الآن لهو من أحد الدلائل الكثيرة على أعماله المبرورة، وجهوده المشكورة.
فلا حرمكم الله الأجر معالي الرئيس وجعل ما قدمتموه وتقدمونه في ميزان حسناتكم.
وجزى الله خادم الحرمين الشريفين عن أمة محمد خيرا وجزاه خيرا على اختياره الموفق في جعلكم رئيساً لهذا الجهاز الحساس.
وشكر الله لجميع من ساعدنا وآزرنا وشجعنا في إنجاح هذا الملتقى، وحفظ الله بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك ألقى الشاعر عبدالله بن محمد الخضيري قصيدة بهذه المناسبة.
بعدها تم عرض أوبريت إنشادي بعنوان (وطن الهدى). من تأليف وإعداد الشاعر عبدالله بن محمد الخضيري.
ثم ألقى الشاعر ناصر بن عبدالله السعيد، قصيدة عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
بعد ذلك ألقى معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة قال فيها: لقد سرني ما رأيت في هذه المحافظة من تطور مذهل بفضل الله ثم بفضل سمو محافظ المجمعة، وأهنئ أهالي المحافظة بوجوده بينهم فهو سليل أسرة مباركة.
وأضاف معاليه: إن ما قمت به من عمل في هذا الجهاز المبارك إنما هو بتوجيهات من الملك الصالح والإمام العادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز حفظهم الله، ما كنت لأعمل شيئاً لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بدعمهم ومؤازرتهم ومتابعتهم وتوجيههم الذي هو نبراس وإن كنا لم نصل إلى الكمال لكننا مجتهدون فالمجهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، فأسأل الله سبحانه وتعالى بأن يعفو عني وعنكم.
وقال معاليه: إننا في هذا اليوم المبارك ننطلق فيه بفعالية من الفعاليات التي أمر بها صاحب السمو الملكي الأمير المبارك تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز استشعاراً منه بمسؤولية هذا الجهاز واستشعاراً منه لعظم الحاجة إلى مثل هذه الفعاليات، وتوافق ذلك مع ما تقوم به الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الحرص على إقامة الفعاليات والملتقيات التي تصب في مصلحة هذه الأمة من خلال إقامة الملتقيات الخاصة بالأمن الفكري منطلقين من قول الله سبحانه وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) إن الأمن نعمة من نعم الله التي لا يعرف عظمها ولا يعلم مدى حاجة الإنسان لها إلا من فقد الأمن، الأمن ضد الخوف والأمن ضد الهلاك والأمور التي تدمر النسل والزرع، إن هذا الوطن الذي هو المملكة العربية السعودية أنعم الله عليه بالتوحيد الخالص وولاة أمر يحكمون فينا الكتاب والسنة وينهجون منهج السلف الصالح.
إن هذا الوطن هو الوطن الوحيد الذي يحكم فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويقام فينا العدل فنحن ننطلق انطلاقة واحدة بلا إله إلا الله محمد رسول الله، إن هذا الوطن العظيم الذي ننعم فيه بالأمن والاستقرار والرخاء والمحبة والعدل لابد أن نحافظ عليه، وأن نبقي عليه عزيزاً قوياً بشتى مناحي الدنيا.
إنه يتحتم علينا أمور ومنها أولا طاعة الله والشكر للمنعم، والسمع والطاعة لولاة الأمر والمحافظة على الأمن والاستقرار، فلا حياة ولا استقرار بدون أمن، فقد امتن الله على قريش بالأمن حيث قال (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وقال عليه الصلاة والسلام (من بات منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
بلادنا بلاد أهل السنة والجماعة وتحكم الكتاب والسنة، ولذا نجد أن أعداء الاسلام يقفون صفا واحدا لإيذائنا في ديننا ووطننا وولاة أمرنا وأمننا، يقفون صفاً واحداً لينزعوا منا نعمة الأمن والاستقرار التي وهبنا إياها الله.
فلا تقام العبادات إلا في ظل الأمن، ولا تقام الأعمال الاقتصادية إلا في ظل الأمن ولا تقام جميع مناحي الدنيا التي فيها الخير للناس إلا بالأمن، فنحن نأمن بفضل الله سبحانه وتعالى على ديننا وأنفسنا محارمنا وأموالنا ونأمن بالطرق وبالأسواق وفي كل شأن من شؤوننا.
وأردف معاليه: إن أعداءنا يريدون النيل منا من خلال مخالبهم القذرة للنيل من أمننا واستقرارنا وهم دعاة الفتنة ودعاة الضلالة ودعاة الشر الذين يقدحون فيما أنعم الله بكم عليه من عقيدة صافية ومن الالتفاف حول ولاة أمركم ومما يرونه من إقامة شعائر الله في هذه البلاد المباركة فلن يطيب لهم نفس إلا إذا رأوا هذا الوطن -لا قدر الله- منتظماً مع الأوطان الأخرى التي أصابها ما أصابها من الفتن والشر العظيم التي أريقت فيها الدماء وأزهقت فيها الأرواح والتي شتت فيها الأسر وصودرت فيها الأموال.
إن ما نراه من هجوم غير مبرر وغير أخلاقي على هذه البلاد وأهلها من أهل الفتن والضلال لا ينطلق إلا من سوء طوية، وذلك لفشلهم في مخططاتهم لما رأوه من صمود رجال الأمن الأشاوس وتماسك المواطنين جميعاً للدفاع عن هذا الوطن.
إننا نعم بولاية صالحة وبولاة أمر يحرصون على أمننا وعلى رخائنا وعلى كل ما يسعد المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة، فيجب علينا ألا نعطي الفرصة لكل من يريد المساس بأمننا واستقرارنا أو يشككنا بعلمائنا وولاة أمرنا فلا نتيح الفرصة لمن أراد المساس بنا وألا نمكن لهم ما يريدون.
إن دعاة الفتنة الذين تسببوا في دمار الأسر وفي تشتيت الأسر من خلال توريط أبنائها في قضايا إجرامية لا تنم إلا عن خبث في الطوية واستغلال الدين، فيجب أن نعرفهم ونبتعد عنهم ونوجه أبناءنا بعدم السماع منهم، لقد تسببوا في قتل كثير من الشباب وسجن أمثالهم وهم يعيشون في ترف من العيش ورخاء ويقومون بالتنزه في المنتجعات وفي جميع الأماكن التي تطيب فيها أنفسهم وأما أبناء الناس فرخيصون عندهم ويجعلونهم وقوداً لإثارة الفتن أو بإشعال الفتن في مواطن أخرى فإن ما نراه الآن في الفئات الضالة الخبيثة والتي خرجت من عباءة الإخوان المسلمين هذه الفئات الضالة الخبيثة التي تحارب الله ورسوله والمؤمنين كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها من الأحزاب الخبيثة التي خرجت على مجتمعنا والتي لم تخرج من مجتمعنا ولم نكن نعلم عنها في السابق إلا بعد أن جاءنا دعاة الفتنة الذين يدعون الناس إلى جهنم فغرروا بالناشئة وشتتوا شمل الأمة.
قال لي أحد الإخوة الذين ابتلوا بالفتنة في بلادهم: والله لو تعلمون عظم النعمة التي أنتم فيها ومنها الكهرباء والماء والخبز لحمدتم الله كثيرا ولشكرتم الله كثيراً فعندنا من يتمنى الإضاءة ولا يجدونها ويتمنون الماء فلا يجدونه ويتمنون الخبز فلا يجدونه، فالمدارس لديهم أغلقت والمساجد هدمت والأسر شتتت بسبب دعاة الفتنة.
إن دعاة الفتنة ومن يسمعهم ويشاركهم فهو آثم قلبه وقد يخرج من ربقة الإسلام فالخوارج كفار وأيضاً هم كلاب جهنم وصفوا بأقبح الأوصاف.
فلا بد من تحمل المسؤولية لنحافظ على ديننا وأعراضنا وإقامة شعائر الله لحماية أعراضنا ونحافظ على مقدراتنا في ظل هذه الحكومة الرشيدة وفي ظل هذه الدولة العظيمة التي منهجها الكتاب والسنة ورجالها أهل الكتاب والسنة.
وسأل معاليه الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أمننا واستقرارنا وأن يحفظ ولاة أمورنا وأن يكفنا شر الأشرار وأن يعيننا على الدفاع عن هذا الوطن الغالي على الجميع حتى ننعم بالخير، في ظل أمنه واستقراره، وقال معاليه: أكرر شكري وثنائي لكم جميعا وفي مقدمتكم سمو المحافظ وسعادة رئيس مركز حوطة سدير، ورئيس مركز الهيئة الشيخ خالد الحميد.
بعد ذلك قام معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وسمو محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بتكريم الشيخ : صالح بن سليمان الزكري رئيس مركز حوطة سدير سابقاً وسعادة رئيس مركز حوطة سدير الأستاذ : فهد بن صالح الزكري والمشاركين في إنجاح هذا الحفل. ثم قام الدكتور آل الشيخ بتقديم درع لسمو محافظ المجمعة، كما تسلم معاليه درعاً تذكارية من سمو محافظ المجمعة، وافتتح معاليه برفقة سمو المحافظ المعرض المصاحب لهذا الملتقى وتجول في الأجنحة الخاصة بالجهات المشاركة.
علماً بأن الملتقى (وطننا أمانة) سيختتم فعالياته مساء اليوم السبت.