نجح مؤتمر جدة في وضع الأساس لتكتل دولي لمواجهة الارهاب، فالدول العشر العربية اضافة إلى أمريكا وتركيا اعتبرت الارهاب -أياً كان انتماؤه- غير مقبول، ويجب محاربته والتصدي له، ووضع تنظيم داعش في مقدمة الأولويات وان البداية ستكون في القضاء عليه، إلا أن قرارات لقاء جدة والاستراتيجية التي سيتخذها التكتل هو التصدي لكل الأنظمة والدول والمليشيات الطائفية الارهابية أياً كان لون مذهبها الطائفي، ولهذا تخوفت الدول الداعمة للارهاب، وتشككت حول دوافع عقده كإيران المسؤولة عن دعم العديد من المليشيات الارهابية، وروسيا التي تدعم نظام بشار الأسد الذي ساعد على انتشار الارهاب.
مؤتمر جدة اتخذ عدة قرارات، واعتمد آليات بدء العمل على تنفيذها ومن أهمها:
1 - ان تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم داعش وهذه المساهمة تشمل منع تدفق الأموال لتنظيم داعش والجماعات والمليشيات المتطرفة الأخرى.
2 - رفض أيدلوجيات الكراهية لدى الجماعات والمنظمات الارهابية.
3 - محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم والفظائع ضد السكان والأقليات.
4 - وضع نهاية لتهرب الدول والأنظمة والمليشيات الارهابية من القانون.
5 - المساهمة في جهد الاغاثة الانسانية ومساعدة المناطق السكانية التي تعرضت لفظائع داعش، وذلك من خلال اعادة الاعمار والتأهيل.
6 - دعم الدول التي تواجه التهديد الأكبر من داعش.
وحين يكون الأمر ملائماً المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد داعش، وفي هذا السياق أكدت الدول في المنطقة على أداء دور محوري في هذه الجهود.
وقد لاحظ المتابعون لاجتماع جدة ان الوزراء الاثني عشر ركزوا على مواجهة داعش، وان العمليات العسكرية ستكون على أرض العراق، إلا أن أجواء اللقاء والمصادر القريبة من الوزراء أكدوا بأن الوزراء والوفود يؤكدون أن البداية ستكون القضاء على داعش دون اغفال محاصرة التنظيمات والمليشيات الأخرى أياً كان انتماؤها الطائفي، فقد استوعبت الدول الاقليمية والأسرة الدولية خطورة ترك التنظيمات والمليشيات الأخرى تكبر وتنمو وتتوغل كالذي حصل لتنظيم داعش، ولهذا ومع مواجهة داعش سيكون الاهتمام منصباً على عدم ترك المليشيات الأخرى تستفيد من هذه الاستراتيجية وتقوى على حساب القضاء على مليشيات مذهبية مضادة، ولها فقد طلب من العراق ان لا يسمح لأي مليشيات أو تنظيمات مذهبية بدواعي الحشد الشعبي أو غيرها من المبررات، وقد استجابت الحكومة العراقية لهذا المطلب، ومنعت وصول أي تنظيمات أو مليشيات لأي محافظة وعدم تواجد مسلحين من غير أبنائها.
في البداية سيتركز الجهد القتالي على الطيران الحربي وداخل الأراضي العراقية مع امكانية ملاحقة عناصر داعش في الأراضي السورية، وخاصة في المحافظات المجاورة، وقد بدأت القوات الأمريكية بنقل أسراب من الطيران الحربي إلى اقليم كردستان حتى تكون الطائرات الحربية الأمريكية قريبة من مسرح العمليات، في حين أقر المجتمعون وان لم يعلنوا باقامة معسكرات تدريب لقوات العشائر العربية في العراق وقوات المعارضة السورية المعتدلة في الدول المجاورة مع دعمها بالأسلحة والأموال.
إذن لقاء جدة يعد انطلاقة جيدة ستتواصل رغم ما تثيره ايران ونظام بشار الأسد وروسيا من شكوك لأن التحرك الجديد يحد من مخططاتهم ويفشل أجنداتها في المنطقة.