أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الاثنين أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا متماسك بشكل كبير لكنه لا يزال هشا. وقال توماس جريمنجر سفير سويسرا والرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال اجتماع غير عادي للدول الأعضاء وعددهم 57 «بشكل عام وقف إطلاق النار متماسك بالرغم من أنه لا يزال هشا». وأضاف إن الأيام القادمة ستكون حاسمة. وتنشر المنظمة نحو 250 مراقبا في أوكرانيا.
من جهته، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الانسان أمس الاثنين إن عدد القتلى في الصراع الاوكراني زاد على ثلاثة آلاف إذا ما احتسب قتلى الطائرة الماليزية التي أسقطت هناك. وقال ايفان سيمونوفيتش لجلسة طارئة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن عدد القتلى المسجلين في الصراع منذ تفجر في ابريل نيسان وصل الان الى 2729 قتيلا. وأضاف إن هذا الرقم يرتفع الى أكثر من ثلاثة آلاف اذا أضيف 298 قتلوا في حادث الطائرة الماليزية وهو ما يجب أن يحدث.
وتحطمت طائرة شركة الخطوط الجوية الماليزية في الرحلة إم.اتش17 اثر اصابتها بصاروخ فيما يبدو فوق شرق اوكرانيا في 17 يوليو تموز. واتهمت واشنطن وحكومة كييف الانفصاليين الموالين لروسيا بإسقاط الطائرة بنظام صاروخي روسي متطور بعد ان ظنوا خطأ انها طائرة حربية اوكرانية. ونفت روسيا والانفصاليون الاتهام. وسرى الى حد كبير اليوم الاثنين وقف لاطلاق النار بين القوات الحكومية والانفصاليين وإن اتهمتهم كييف بخرقه بشكل متقطع خلال الليل خاصة قرب ميناء ماريوبول. وقال سيمونوفيتش «هذا العدد (للقتلى في أوكرانيا) يشمل القتلى المسجلين استنادا الى الموارد المتاحة... أما العدد الحقيقي فيمكن أن يكون أعلى بكثير.»
إلى ذلك قال قائد للانفصاليين في شرق أوكرانيا أمس الاثنين إن زعماء المتمردين يستعدون لمبادلة سجناء مع القوات الأوكرانية بعد غد الأربعاء. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن أندريه بورجين الذي شارك في محادثات وقف اطلاق النار الذي أعلن يوم الجمعة الماضي قوله إنه يأمل تبادل «جميع السجناء». وتم الاتفاق على خطط لتبادل الأسرى خلال محادثات الجمعة الماضي. و طالبت موسكو الحكومة الأوكرانية في كييف ببذل كثير من الجهود لإعادة إعمار المنطقة المدمرة بشكل واسع في شرق أوكرانيا بعد نزاعات الشهور الماضية.
وقال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أمس الاثنين لصحيفة «فيدوموستي» الروسية أنه ينبغي على من يقوم باستخدام المدافع والدبابات والطائرات الحربية في بلاده دفع ثمن ذلك. ووفقا لتصريحات السلطات المحلية في شرق أوكرانيا، فإن الأضرار هناك كبيرة للغاية. وتقدر التكاليف المخصصة لإعادة إعمار منطقة لوجانسك وحدها بما يصل إلى 180 مليون يورو. أما عن مدينة دونيتسك، فصرح عمدتها أن هناك ما يزيد على 900 مبنى مدمرين هناك. وتم تقدير الأضرار بهذه المدينة بما يصل إلى مئات ملايين اليورو. وأضاف رئيس الحكومة الروسية أن موسكو ستواصل مساعدتها للحد من معاناة المواطنين في شرق أوكرانيا. وقد أعلنت روسيا عن إرسال مساعدات جديدة إلى منطقة الأزمة في شرق أوكرانيا بعد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار بين قوات الحكومة والانفصاليين المواليين لروسيا يوم الجمعة الماضي.