الصحفيون... هل أصبحوا أعداء للأندية؟

كتب - عبدالله الجديع:

من حق أي مشجع أن يعشق وينتقد فريقه بالطريقة التي يودّها، ومن حق الجميع متابعة الفرق المنافسة وتشجعيها وإنتقادها أيضاً ، ولكن ما نراه واقعاً في رياضتنا المحلية فرق بين النقد البنّاء والتعصب المذموم الذي بسببه أصبحت المنافسة خارج الملعب على عكس المفهوم العميق للرياضة من أخلاق وروح منذ تأسيسها ورواجها بين شعوب العالم أجمع.

ولو بحثنا في أهم العوامل المسببة لتلك الآفة نجد ظهور بعض الصحفيين سواء مرئياً أو مسموعاً كأعداء للأندية ، مفرزاً مفاهيم خاطئة على رأسها ثقافة الإقصاء وعدم تقبل الآخر بسبب تعارض الميول ، الأمر الذي أدى إلى زراعة الحقد والبغض في النفوس وتقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة ، فقد أصبح المتابع على دراية تامة بما سيدليه بعض ضيوف البرامج الرياضية لدينا قبل بداية البث بشكل تجاوز الانتماء الرياضي السليم معتمداً على ثُلة متعصبين يساندونه ومهدّوا له الطريق في هذا التوجه الخاطئ.

هذه الظاهرة شكلت إحباطاً كبيراً على صعيد الإعلام الرياضي التي باتت أرضاً خصبة أثمرت عن تواجد مشجعيين بمسمى « إعلامي « يفتقدون إلى التأهيل الكافِ لدخول هذا المجال ، بل إن بعضهم يستخدم الكذب كوسيلة لتبرير غايته حسب مبدأ ( إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس ) ، ولا شك أن هذه السلوكيات المؤذية زادت إحتقان الجماهير وأثرت بشكل كبير على الأحداث الدارجة في الوسط الرياضي وإبتعاد الآخرين إلى مجالات آخرى بعد نفاذ صبرهم وعدم مقدرتهم على التعايش في جو مملوء بالكراهية والكذب.

ختاماً يبقى الدور المفصلي على الجهات المعنية ( أياً كانت مسمياتها) لأجل صناعة إعلام رياضي نبيل بعيداً عن النعرات في إبعاد مؤججي التعصب ومسائلة القنوات التي تمنحهم الفرصة لإثارة الشحناء والبغضاء بأسلوب استفزازي ، لعلنا نتذكر ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي : « إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ، فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».

موضوعات أخرى