حذَّر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب من الخروج مع الخوارج، لأنهم قوم لا خير فيهم، سفاكون للدماء مفسدون ليس على خير وصواب.
وقال سماحة المفتي في اللقاء المفتوح حول «الأمن الفكري» الذي نظمته الإدارة العامة للشؤون الدينية للقوات المسلحة لمنسوبيها أمس في مقرها بالرياض، للشباب استقيموا على طاعة الله وألزموا أوطانكم واحذروا من الخروج معهم ولا تظنوا أن الخروج معهم طاعة بل معصية لأنهم قوم لا خير فيهم سفاكون للدماء مفسدون ليس على خير وصواب، لا تضحوا بأنفسكم واثبتوا على دينكم، أما هؤلاء على باطل لا تمشوا على أمرهم فهم كل يوم لهم طريقة وأعمال تنافي العقيدة الإسلامية والدين والأخلاق.
وأكد سماحة المفتي لـ «الجزيرة» أن مواقع التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية سلبت عقول وذكاء الأطفال وضيعت أوقاتهم، مشيراً أن كثيراً من برامج الأجهزة الذكية لا خير فيها.
وكشف سماحته أنه تقرر موعد الأحد المقبل لإعلان الفتوى بخصوص فرض الرسوم على الأراضي البيضاء في اجتماع هيئة كبار العلماء برئاسة سماحته.
وقال سماحة مفتي عام المملكة إن الاجتماع بين أبناء المملكة وقياداتها على أحسن حال، والله سبحانه وتعالى هيأ فئة من أبنائها نذروا أنفسهم لخدمة الدين وهذه الأمة ضحوا بكل غال ونفيس ومنَّ الله علينا بقيادة تدافع عنا وتسهر ليلاً ونهاراً في سبيل الدفاع عنّا، وهيأ الله لهذه البلد قيادة توارثت المجد والسؤدد بقيام الواجب وفعل الخير والحرص على صلاح الأمة، فهذا البلد في أمان واستقرار.
وقال سماحته: من نعم الله هذا الأمن الذي نعيش فيه الذي فقد في بعض بلدان العام إذا لم يكن في الكل، الأمن على الدين والنفس والمال والعرض والعقل، كل فرد منا يعيش سالماً آمناً مطمئناً قلبه منشرحاً صدره بما يرى من نعم الله عليه، مشيراً أن الأمن هو الاستقرار والثبات والالتحام بين القيادة والرعية، وهذا من أعظم النعم وأفضلها، وقال: تعلمون أن معظم بلدان العالم الإسلامي الآن تمر بفتن ومحن وشقاق ونزاع واختلاف سببتها هذه الثورات الخلاقة، وأحدثت هذه الأمور إلى أن قتل من قتل من المسلمين وهدمت البيوت والبلاد في سوريا والعراق واليمن وليبيا والآن في باكستان، كل هذه النزاعات والخلافات أضعفت كيان الأمة وفتكت في عضدها وأضعفت قوتها وأهانت شوكتها وأصبحت الأمة في ضعف شديد في تعليمها وصناعتها لأنها فقدت مقومات الحياة، قتل أبناؤها وشردوا ودمرت البلاد والمصانع، كل هذا نتيجة التفرد والعصيان وعدم الالتفات إلى القيادة، لأن القيادة إذا ما احترمت فهذا شر، فلا بد أن تحترم القيادة ويشد عضدها وتعان على الخير، لأن الانتظام لهذه القيادة واستقرارها حياة للأمة وسعادة لها.
وقال سماحته: علينا جميعاً الصبر وأن نعلم لا بد لنا من الثبات على ديننا والالتفاف حول ولاة آمرنا والوقوف معهم في الشدائد وعدم الخداع بما يقال ويذاع من آراء الحاقدين والمفسدين الذين غاظهم ما رأوه من تضامننا ومحبة بعضنا بعضاً.
وقال سماحة المفتي: لابد من حماية أفكارنا وتجنبها الضلال والزيغ، مشيراً أن الكتب التي لا خير فيها يقرؤها من يعلم شرها لكي يحذر منها ولم يقرؤها من يحسن إلينا، وبعض المواقع الإلكترونية فيها من الشر، فعلى الإنسان أن لا يكون مقيداً لها وأن يكون مدققاً لكل ما يقال ويوحى إليه من الأخبار فلا يؤخذ بها بل يدقق ويتحرى الصدق ولا ينقل كل ما سمع فإن هذه المواقع شر ومصائب وفتن فرقت الأسر والمجتمعات، وعلينا تجنب ما يحدث في قلوبنا من تصدع وشبهات ضالة وشهوات ومهلكات، وينبغي للمعلمين والمشرفين ورؤساء الوحدات أن يحذروا من تحت أيديهم من هذه الشبهات والغوايات ويبينوا إنها من سبيل الشيطان لا خير فيها.