أعربت مصر مرارًا وتكرارًا على لسان العديد من مسؤوليها ونخبتها وشعبها عن خالص الامتنان والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مواقفه المشرفة ودعمه ومساندته لمصر في محنتها، وتسعى مصر حكومة وشعبًا وقيادة لمحاولة رد الجميل لخادم الحرمين الشريفين الذي يطوق بها أعناق المصريين.
الأخ الأكبر
تعبيرًا منه عن تقديره الكبير والعظيم لشخصيَّة ومكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالصعود إلى الطائرة الملكية الخاصَّة بالملك عبد الله التي هبطت في مطار القاهرة، مساء الجمعة 20 يونيو الماضي، وجرت جلسة مباحثات بينهما داخل الطائرة الملكية المقلة للعاهل السعودي، حيث قدم الملك عبد الله التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي على توليه مهام الرئاسة في مصر، فيما قدم السيسي الشكر للملك عبد الله على الدعم السعودي الكبير لمصر خلال الفترة الماضية، ومبادرة الملك عبد الله لعقد مؤتمر (أصدقاء وأشقاء مصر) لتقديم الدعم اللازم لها خلال المرحلة المقبلة، كما قام السيسي بتقبيل رأس الملك عبد الله تعبيرًا منه عن تقديره وشكره.
كما أثنى السيسي في العديد من المرّات، خلال الأحاديث الصحفية، التي أجريت معه قبل انتخابه، على موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز الداعم للعهد الجديد في مصر، ووصف الملك عبد الله بأنّه «حكيم العرب وكبير العرب»، كما خصّ السيسي الملك عبد الله بالشكر في أول خطاب رئاسي، خلال مراسم تنصيبه، التي حضرها وفد رسمي سعودي ترأسه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وكان الملك عبد الله قد بادر فور الإعلان الرسمي عن فوز السيسي بانتخابات الرئاسة إلى توجيه دعوة إلى «أصدقاء مصر وأشقائها» لعقد «مؤتمر المانحين» المخصص لدعم الاقتصاد المصري.
كما قام السيسي يوم 10 أغسطس الماضي بأول زيارة له بعد توليه الرئاسة إلى المملكة السعوديَّة لإجراء مباحثات مع شقيقه الأكبر خادم الحرمين الشريفين وقام السيسي بتقديم الشكر للملك عبد الله على مواقفه المشرفة والشجاعة والموقف التاريخي للمملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو. وجاءت أهمية هذه الزيارة لأنّها تأتي في وقت بالغ الأَهمِّيّة نظرًا لما تشهده الساحة الإقليميَّة من تحدِّيات كبيرة.
دكتوراة فخرية
وتأتي الاحتفالية الكبرى التي تقيمها جامعة الأزهر الشريف اليوم الاثنين لمنح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية، تتويجًا لما تحاول أن تقوم به القيادة المصريَّة والشعب المصري بكلِّ انتماءاته وطوائفه من محاولات لرد الجميل للملك عبد الله بن عبد العزيز على مواقفه تجاه مصر.
ويقوم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ـ شيخ الأزهر ـ بتسليم الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين، حيث يتسلمها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي.
ميادين خادم الحرمين
وفي إطار محاولات رد الجميل تم إطلاق اسم الملك عبد الله على عدد من الميادين والمشروعات بمصر، حيث وافق المجلس التنفيذي لمحافظة الجيزة، بالإجماع على إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على محور ترعة الزمر الجديد الذي يخدم 4 ملايين مواطن، بحيث يتولى جهاز تعمير القاهرة الكبرى الأعمال الهندسية في المشروع، وتكوين شركة من بنك الاستثمار القومي والجهاز المركزي للتعمير لإدارة المشروع ماليًا وإداريًا خلال 24 شهرًا من تاريخ بدء الإنشاء، بتكلفة إجماليَّة تصل إلى 850 مليون جنيه، بطول يبلغ 16 كم ويتكون من أربع حارات في كلِّ اتجاه وطريقين للتهدئة ويتصل بالعديد من المحاور المهمَّة مثل فيصل والهرم والطريق الدائري ومحطات المترو ومحور 26يوليو وروض الفرج لسرعة اختصار الوقت.
كما قام السفير السعودي لدى مصر أحمد بن عبد العزيز قطان، بوضع حجر الأساس لميدان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمحافظة الأقصر - جنوب مصر.
وفي السياق نفسه قرَّر المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفرالشيخ، إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، على أحد الميادين الرئيسة بمدينة كفر الشيخ، وذلك تقدير لدوره في مساندة مصر بعد ثورة 30 يونيو.