فاصلة:
(خير لك أن تحرث حراثة عميقة بدلاً من أن تحرث حراثة عريضة) حكمة هندية.
هل تصنع الأم إرهابياً صغيراً؟
نعم؛ وذلك لأن الطفل مثل العجينة، تشكله الأم كما تشاء.
في كل حكاية مأساوية أسمعها أو أقرؤها عن شاب هرب من بيته وانجرف إلى الاشتراك في منظمات إرهابية أفتش عن الأم، أين دورها ومسؤوليتها؟
الإشكالية أن صناعة الإرهاب ليست بالضرورة تتكئ على تعلم فنون القتال، إنما هي - للأسف - أعمق من ذلك.
الأم التي لا تعطي مجالاً للطفل أن يستخدم عقله، وتعلمه رفض الآخر المختلف عنه بعنف، وتحاول بصم المعلومات الدينية بإرهاب في عقل طفلها دون أن تعلمه سماحة الإسلام ورحمته، تهيئه إلى أن يكون أداة سهلة في يد أي إنسان يسيره كيفما يشاء.
تعطيل العقل إشكالية خطيرة، تجعل الطفل خائفاً، وتجعلنا نضيع شبابنا حين لا يعيشون الأمان والسلام الداخلي. وإلا كيف لشاب في مقتبل العمر يوافق على أفكار غير منطقية ليفجّر نفسه؟ أين عقله؟
وكيف لا يعي ما حوله من انفتاح معلوماتي على خطورة الإرهاب؟ إنما يحدث ذلك لأنه لم يعتد أن يفكر. لماذا؟ ما هو هدفي من الاشتراك في جماعات عنيفة؟
أمِنْ أجل الجنة والحور العين؟
هل هذا هو الطريق الوحيد المؤدي إلى الجنة والحور العين؟ ألا يوجد طريق آخر بدون أن أتسبب في قتل نفسي والإضرار بالآخرين؟
الأفكار المشوشة في عقل الشاب هي التي تقذف به في مستنقعات الإرهاب.
والأم، ويشاركها الأب - إما بغيابه أو بانعدام الحوار مع الطفل حتى يصبح شاباً - مسؤولان عن تشكيل شخصية الطفل الذي سيصبح شاباً. بالطبع تأتي العوامل المساعدة، كالمدرسة والأصدقاء والمسجد ووسائل الإعلام.. إلا أنها لا تستطيع أن تشكِّل القيم الأساسية للشخصية، التي تصنعها الأسرة منذ السنوات الأولى للطفل.
على المجتمع أن يعتني بوعي الأمهات؛ حتى نحمي شبابنا من الوقوع في براثن الإرهاب.