في الجولة الماضية من الدوري حتى والهلال وهو سيئ لم يكن سيئاً بالمرة ظل على كبريائه وعنفوانه. حينما يكون الهلال في أسوأ حالاته يعادل قوة الفرق وهي في أفضل حالاتها. أمام الأهلي لم يُظهر نصف مستواه ولم يقدّم كرته المعتادة لعامل الإرهاق والتشتيت الذهني. لا يمكن أن نقيس أداء الفريق على تلك المباراة فقط، فالهلال قدَّم لنا صورة فنية مغايرة فيما سبقها من مباريات.
منذ أن أعلن جدول الدوري والجميع يعلم بأن طريقه هو الأصعب ولقاء الأهلي المبكر لن يكون سهلاً خصوصاً أنه سيكون وسط معمعة آسيا. التعادل بالأمس كان منطقياً، بل إيجابياً لتعديل المسار والتصحيح، وهنا أعني التصحيح الهجومي معضلة التهديف شعرنا بها أمام السد والأهلي. فالفريق رغم قوة دفاعه وحيوية محاوره إلا أن الوسط افتقد لضبط الإيقاع وقلة صناعة اللعب مع تسرّع وعدم تمركز هجومي مناسب. لكن هذا لا يعني أن هيكل وتنظيم الفريق غير جيد. هذه المرة سنلتمس لهم العذر الأكيد والواضح الإرهاق والتوتر والمستوى التحكيمي بالأخص في لقاء الأهلي. لا يمكن أن نغضب لمجرد تعادل في مستهل الدوري وأمام فريق ليس بالهيّن. المدرب شعر بأن الفريق ليس في يومه وعرف كيف يتعامل مع سوء الأداء وأفضلية الخصم ليحقق نقطه كادت أن تضيع. تعامله وتدبيره المميز امتداد لتلك الصورة الفنية الرائعة التي قدمها في مبارياته الماضية. ريجي ظهر مقنعاً وخبيراً أضاف صبغته وبصماته في أغلب الأشواط التي لعبها الفريق. بأي سرعة وبأي وسيلة فرض هذا الرجل أساليبه ليتفهمها وينفذها اللاعبون بكل دقة.
فقط في غضون أشهر قليلة تعرّف على الهلال جيداً وكأنه عايشه لسنوات واستشعر روح البطولات الزرقاء وذلك الإرث القاري الكبير، هكذا بلا مقدمات اندمج وتكيّف بدون عناء وبدون تريث. ريجي جاء من أوروبا متسلحاً بفكر التدريب الحديث وتطور الأداء التكتيكي حتى يجعل الهلال مواكباً للكرة العصرية. قليلاً من الصبروكثيراً من التفاؤل بإذن الله سنفرح بلقب قاري سابع وأكثر.