يعيش الغرب أزمة كبرى هذه الأيام، بعد ذبح تنظيم داعش لمواطن أمريكي آخر، كانت والدته قد وجهت خطابا استرحاميا لخليفة داعش، أبو بكر البغدادي، وهو استرحام يفطر القلوب، ومن المعلوم أن قتل مواطن غربي بطريقة تقليدية يثير الرأي العام في الغرب، فما بالك اذا كان بطريقة بربرية بشعة، ومن تنظيم ارهابي، إضافة إلى بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل الإرهاق الذهني، والبدني، والذي يبدو واضحا على ملامح الرئيس اوباما، منذ فترة، يحكي قصة المحنة التي يعيشها هذا الرئيس، والذي يواجه تحديات كبرى في طول العالم، وعرضه، فمن وضع بلدان الثورات العربية، إلى أزمة أوكرانيا مع روسيا، إلى الأوضاع المتفجرة في افريقيا، ويبدو أنه، وبسبب شخصيته الهادئة، والمحبة للسلام، لم يستطع التعامل مع كل هذه التحديات التي يواجهها كزعيم لأقوى قوة عالمية.
أمريكا، وحلفاؤها في مأزق، فلأول مرة يواجهون تنظيما إرهابيا يسيطر على مساحة شاسعة من الأرض، كما أن لهذا التنظيم مريدون في الغرب، وما حير الغربيين، سواء الساسة، أو المختصون بالجماعات الإرهابية، أو الإعلاميون هو انضمام مجموعة ممن يحملون الجنسيات الغربية لتنظيم داعش، ويكفي أن كل الدلائل تشير إلى أن من قام بذبح الشابين الأمريكيين هو داعشي، بريطاني الجنسية، ويتمثل أكبر التحديات في أن داعش تحتجز حاليا مواطنا بريطانيا، عرضت صورته، وهددت بذبحه في أي لحظة، ولك أن تتخيل شعور هذا الإنسان، وأهله، والمأسأة التي يعيشها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، حيال هذا التحدي، ومع ذلك فإن كل التصريحات التي صدرت تشير إلى أن أمريكا، وحلفاءها سيستمرون في مواجهة داعش، حتى يتم القضاء عليها.
حسنا، هل نرى - مستقبلا - مسلسلا مرعبا يتمثل في قصف غربي على مواقع داعش، في مقابل مشاهد ذبح لمواطنين غربيين على يد التنظيم؟، وهل سيكفي القصف العسكري عن بعد في القضاء على داعش؟، وهل يا ترى تضطر أمريكا إلى مواجهة داعش على الأرض، وهو القرار الذي لا يريده اوباما، ولا الشعب الأمريكي؟، ولكن المؤكد أن الغرب لن يقف متفرجا على داعش، وهي تذبح مواطنيه بهذه الطريقة البربرية، فهل يا ترى يساهم حجم الغضب الأمريكي - رسميا وشعبيا - في دخول أمريكا حربا كبرى، ومفتوحة مع داعش على أرض العراق، وسوريا ، رغم كل المآسي التي جرتها حرب بوش الابن السابقة على العراق؟. أستطيع أن أقول إن كل شيء وارد، فتأثير ذبح داعش لمواطنين أمريكيين بطريقة بربرية يشبه ضرب اليابان لميناء «بيريل هاربر»، وهو الحدث الذي دخلت أمريكا بسببه خضم الحرب العالمية الثانية، ولم تتوقف حتى دمرت اليابان، وانتصرت نصراً مؤزراً.