أجرى قادة احتجاجات تطالب باستقالة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف محادثات مع الحكومة أمس الجمعة مما أنعش الآمال في إيجاد حل سياسي للأزمة التي زعزعت استقرار بلد يشهد الكثير من الانقلابات العسكرية. واتخذت احتجاجات مناهضة للحكومة منحى دمويا مطلع الأسبوع الجاري فيما حاول آلاف اقتحام منزل شريف في أعمال عنف فجرت مخاوف من ان يتدخل الجيش القوي وربما يطيح بشريف. لكن بحلول الجمعة كان الموقع الذي يعتصم فيه المحتجون خاليا تقريبا ولم يحضر سوى بضع مئات تجمعوا تحت الأمطار الغزيرة. وبعد مأزق استمر أسابيع يجري زعيما الاحتجاجات عمران خان نجم الكريكت السابق ورجل الدين طاهر القادري محادثات مع مسؤولين في الحكومة لإيجاد حل سياسي. وتدور المفاوضات حول ستة مطالب قدمها خان تشمل استقالة رئيس الوزراء وإجراء انتخابات مبكرة وإجراء إصلاحات انتخابية. وقال شريف للبرلمان «نتحدث مع المحتجين لكن دوافعهم واضحة للعيان.» ولم يبد القادري وخان مرونة بشأن مطلب استقالة شريف ولم يتضح ما هو الحل الذي قد يرضي جميع الأطراف.
لكن التكهنات سادت في إسلام أباد اليوم الجمعة بأن المعارضة قد تتخلى عن مطلبها باستقالة شريف وتتفق على انهاء حملتها ضد الحكومة. لكن قادة الاحتجاجات ظلوا على موقفهم في العلن. وقال الوزير إحسان إقبال من الحزب الحاكم «قبلت الحكومة خمسة من ستة مطالب .. والسادس هو مطلب غير منطقي وغير قابل للتفاوض» في اشارة الى استقالة رئيس الوزراء.
وأثارت أعمال العنف في العاصمة التي عادة ما تتسم بالهدوء مخاوف الكثيرين في بلد تتغير فيه السلطة عادة بالانقلابات العسكرية وليس الانتخابات. واتهم بعض مسؤولي الحزب الحاكم الجيش بتأجيج العنف كوسيلة للإطاحة بشريف أو ممارسة نفوذ عليه.
ونفى الجيش تدخله في الشؤون المدنية قائلا إنه يلتزم الحياد ودعا لحل سياسي. ويعتقد بعض المراقبين أن الجيش يسعى للاستيلاء على السلطة مجددا لكن حتى إذا صمد شريف ستضعف قوته ويصبح موقفه ضعيفا أمام الجيش في قضايا الأمن والسياسة الخارجية.