السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رداً على ما نُشر في جريدة الجزيرة الغراء في الصفحة الأخيرة يوم السبت (27 من شوال 1435) بعنوان التربية تعتمد تنظيماً جديداً للإرشاد الطلابي في المدارس، وفحواه أن التنظيم الجديد يعتمد على تكوين فريق عمل إرشادي - مدرس في كل مدرسة - وفقاً للأطر التعليمية المهنية المتخصصة ضمن أعمال الإرشاد المدرسي في كل مدرسة وأن عمل كل عضو من أعضاء الفريق يتركز على الرعاية التربوية لمجموعة من الطلاب في مجال تنمية السلوك والفكر، ويهدف البرنامج إلى تفعيل الدور التربوي للمعلمين في رعاية الطلاب في الجوانب السلوكية والتربوية بما يعزز الاستقرار النفسي للطلاب.
أقول: بناءً على هذا أن هذه المبادرة من وزارة التربية والتعليم مبادرة طيبة نحو طلابنا، وكان بودي أن يشمل هذا طالباتنا لأنهن بحاجة إلى الرعاية التربوية والسلوكية، لكن الشيء الذي يُذكر فيُشكر أن الوزارة بدأت تتجه إلى سلوك الطالب وتربيته لأن مسمى الوزارة (وزارة التربية والتعليم).. ونأمل أن ننتهي من حشو عقول وفكر طلابنا وطالباتنا بمعلومات لا تفيد ولا تغني ولا تسمن من جوع، وبخاصة صغار طلابنا وطالباتنا في الصفوف الأُول؛ حيث إن هناك معلومات في بعض الكتب عفا الله عليها الزمن وأصبحت في حكم الماضي الذي لا يواكب حياتنا اليومية والمعيشية ولا يفيد في تحسين وتقويم السلوك لأنها بعيدة عن واقع ما يعيشه الطلاب والطالبات في المنزل والمدرسة والشارع والمجتمع، مما حصل بعض السلبيات والسلوك المشين في تصرفات أبنائنا في المجتمع وخصوصاً في المجتمع الطلابي في المدارس من قبل فريق عمل إرشادي، وهذا ما هدف إليه برنامج خادم الحرمين الشريفين رجل التعليم الأول وقائد مسيرة تنميتنا لتطوير التعليم ليشمل أولاً فكر وعقول طلابنا وطالباتنا ومناهجهم الدراسية ومبانيهم المدرسية، وهذا ما جعله - حفظه الله - يدعم ميزانية وزارة التربية التعليم (بثمانين ملياراً) مؤخراً.. كل هذا من أجل أن يشقوا طريقهم في الحياة التعليمية بنجاح لينفعوا أنفسهم ووطنهم ومجتمعهم، لكني أقول إن تقويم السلوك والإرشاد وعلاج وحل مشاكل الطلاب والطالبات يحتاج إلى تطبيق (الخدمة الاجتماعية المدرسية) من قبل الأخصائي الاجتماعي أو الأخصائية الاجتماعية لأنهما المؤهلان لعلاج مثل هذا السلوك والإرشاد والأقرب لتطبيق (الخدمة الاجتماعية المدرسية) لأن هذه الخدمة تحتاج إلى تخصص وعلم وفن، ولا يقوم بهذا إلا من درس العلوم الاجتماعية كعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية (خدمة الفرد والجماعة والمجتمع)، وبهذا يكون من درس هذه العلوم مؤهلاً لدراسة حالة الطالب أو الطالبة من قبل الأخصائي الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية والأسرية والمدرسية والبيئية، ومن ثم وضع التشخيص المناسب لعلاج السلوك المعوج والإرشاد والمشاكل التي يعاني منها طلاب وطالبات المدارس، وهذا يتم بسرية فائقة لا يطلع عليها أحد سوى باحث الحالة (لا مدير المدرسة ولا مديرة المدرسة)، أما دراسة وعلاج المشاكل والإرشاد من قبل فريق داخل المدرسة سوف لا يُكتب له النجاح، لأن هناك شيئاً مهماً وهو العلاقة المهنية اتي لا يمكن أن تتم إلا بين باحث الحالة والطالب أو الطالبة اللذين يحتاجان إلى الرعاية التربوية والإرشاد وتقويم السلوك، وبدون هذه العلاقة التي لن تكون ولن تتم مع فريق مكون من عدة أشخاص كما ذكر وورد في هذه الجريدة الغراء.. اللهم أصلح ووفق أبناءنا طلاب وطالبات مدارسنا، واكتب لهم النجاح في تحصيلهم الدراسي في نهاية كل عام إن شاء الله.