تواصل (الجزيرة) تسليط مزيد من الضوء على ظاهرة الانحراف الفكري والعقدي وأخطارها الجسيمة، وآثارها السيئة على المجتمع المسلم من خلال استطلاع آراء كوكبة من العلماء والدعاة وطلبة العلم وأساتذة الجامعات وخبراء في العمل الإسلامي إضافة إلى عدد من المسؤولين المعنيين حول دور المؤسسات الشرعية في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف ومكافحة الإرهاب.
وأجمعوا - في أحاديثهم - على أهمية الدور الذي يقوم بها العلماء، والدعاة، وطلبة العلم في توجيه الشباب وحمايتهم من الوقوع في براثن الفكر المنحرف، وتعزيز فكر الاعتدال والوسطية، مشددين على وجوب حفظ مكانة العلماء، وأن يقام للعلماء وزنهم ويعاد النظر في طريقة التعاطي السلبية معهم من قبل بعض وسائل الإعلام التي تسعى للنيل منهم وتقزيم دورهم والحط من شأنهم مما أثر سلباً على مقامهم ومنزلتهم في نفوس المتلقين.
خطط استراتيجية
بداية يؤكد فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض أن العمل على ترسيخ الاعتدال والوسطية وكذا نبذ الغلو والتطرف ومكافحة الإرهاب في المجتمع يحتاج إلى جهود كبيرة ومتضافرة وخطط استراتيجية بين المؤسسات الشرعية، انطلاقاً من المدرسة والمعلم الذي يقوم بتدريس العلوم الشرعية وإمام المسجد وخطيب الجمعة في تبصرة المصلين إضافةً إلى الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة، وهذا الموضوع الذي يرتبط بأمن البلد ومستقبل الشباب وعلاقة المملكة بالدول الأخرى له أهمية كبرى أجزم أن المعني بهذا الأمر لا يغيب عنه ذلك، وخاصة إن ترسيخ الاعتدال والوسطية لابد أن ينطلق أيضاً من مبدأ الحوار وإزالة الشبه العالقة بأذهان الشباب من قبل دعاة متمكنين في دحض الشبه التي يحاول بها من وراء هذه الفتنة تصيد الشباب والتلبيس عليهم.
وأضاف يقول: نحن في المملكة العربية السعودية لدينا ما نفاخر به من خلال إعزاز الشريعة والدعوة إليها ورفع شأن العلم وأهله وإذا كان هناك ما يدعو إلى النقاش أو حتى النقد فالمنطلقات التي يعتمد عليها دعاة الغلو والتطرف يمكن دحضها بالمكتسبات الوطنية وهي مكتسبات كثيرة لا ينكرها إلا جاحد مغرض. فنعم ونعم ونعم الكمال لله وحده والقصور وارد ووجهات النظر المعتدلة قابلة للنقاش والحوار ومعالجة التقصير.. لكن أن يعرض أبناء الوطن وأن يعرض السلم الاجتماعي للخطر فهذا أمر غير مقبول، ومن هنا نرى إن التحرك لترسيخ الاعتدال والوسطية مطلب ملح بل وعاجل لتفادي المخاطر المحدقة التي تحيط بالوطن وأبنائه، وهذا ما عناه خادم الحرمين الشريفين في رسالته الموجهة مباشرةً للعلماء ولطلبة العلم، في المبادرة لحماية البلاد وشبابه من دعاة الغلو والتطرف.
ضعف التواصل
ويقول الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى: حين نريد أن نعرف ماذا يجب على مؤسسةٍ ما تجاه قضيةٍ ما: يجب أن نتعرف أولاً على جوانب التقصير لدى تلك المؤسسة في عين هذه القضية، وهذا ما ينبغي علينا فعله تجاه المؤسسات الشرعية لمعرفة جوانب قصورها في تعزيز فكر الاعتدال والوسطية، فمن جوانب القصور في تصوري: ضعف المؤسسات الشرعية ضعفاً لا مزيد عليه في مواجهة التطرف الليبرالي والعلماني، وضعفها بل وإهمالها التام مواجهة الأفكار البدعية المناوئة للدعوة السلفية، وأنه من المعلوم أن التطرف الليبرالي وصل حداً أصبح معه يؤثر إلى حد ما في القرارات الإدارية في عدد من الوزارات الحكومية، الأمر الذي جعل هذه المهمة يتحملها المحتسبون من الكتاب والناشطين، الأمر الذي أتاح الفرصة لأن يدخل في هذا الجانب الاحتسابي من ليس من أهله، ومن يستغل هذا التقصير في النيل من الدولة ومن مكانتها، ودس الفكر المتطرف في ثنايا هذا النوع من الاحتساب بطرق مختلفة.
ورأى فضيلته أن هناك إهمالاً من جانب المؤسسات الشرعية للفكر البدعي المناوئ للمنهج السلفي بلغ حداً جعل دعاة الفكر المتطرف يزعمون أنه إهمال متعمد تفرضه الدولة لمحاربة السلفية، وجعلت من ذلك حجة لاصطياد الأغرار وتعزيز فكرة التكفير والتطرف في أوساطهم، بل قد بلغ من إهمال المؤسسات الشرعية لهذا الجانب أن وجدنا دولاً أخرى لا تتبنى الشريعة منهجاً تُسهِّل إجراءات مقاضاة المجدفين وتجعلها أكثر سرعة وتتبناها مؤسساتهم الشرعية الأمر الذي يتيح لدعاة التطرف فرصة المقارنة لتشويه مكانة الدولة، وإسقاط المؤسسات الدينية.
ولفت الدكتور محمد السعيدي إلى أن من جوانب القصور، قِدَم النظام الأساسي لهيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة، الأمر الذي لا يجعلها بصفتها الرسمية قادرة على مواكبة احتياجات المجتمع الفكرية، والمقترح إعادة النظر في نظام الهيئة بحيث تُعطى قوة أكبر في الإطار التشريعي والتنظيمي للدولة، والهيئة بوضعها التنظيمي الحالي تحتاج إلى إعادة النظر بحيث تستطيع إصدار البيانات ومتابعة المواقف والتفاعل بشكل مستمر مع هموم الأمة، ومن جوانب القصور ضعف التواصل بين المؤسسات الشرعية وبين الدعاة وطلبة العلم المؤثرين في جماعات الشباب، بل ربما أدى هذا الضعف في التواصل بين الفئتين إلى سوء ظن إحداهما بالأخرى، وقد بلغ ضعف التواصل إلى الحد الذي نجد فيه عدداً كبيراً من الدعاة المؤثرين في الشباب ممنوعاً من منابر المساجد ومن إلقاء المحاضرات، وحين لا تستطيع المؤسسات الشرعية احتواء الدعاة المؤثرين وهم في الغالب الأعم مخلصون وطيبون، فإنها ستكون أكثر عجزاً عن استقطاب الشباب المنحرفين وإقناعهم بالفكر الوسطي السمح.
نشر العلم الصحيح
وأكد الشيخ الداعية الدكتور راشد بن عثمان الزهراني مدير عام الاكاديمية الاسلامية المفتوحة على عظم الدور المناط بأهل العلم وكذلك المؤسسات الشرعية، حيث أمرهم الله - جل وعلا - بنشر العلم والحق والعدل بين الناس، ولن تستقيم أحوال الناس ولن تنضبط إذا انزوى حملة العلم ومحصلوه عن بيان الحق الذي أمرهم الله به، ولأهمية هذا الأمر رتب الله - جل وعلا - الوعيد الشديد لمن كتم العلم وأخفاه قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) البقرة: (159).
وقد أثبت التاريخ أن أهل العلم كان لهم الدور الكبير والفاعلية في مكافحة الأفكار المنحرفة، ومن أبرز الأمثلة الشاهدة على ذلك موقف الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - والذي حاور الخوارج واستطاع أن يقنع نصفهم فعادوا إلى جادة الصواب،والمؤسسات الشرعية تستطيع ترسيخ الاعتدال والوسطية في المجتمع ونبذ التطرف والإرهاب من خلال مسارين: ( وقائي، وعلاجي) أما الأول: فيعنى به نشر العلم الصحيح من كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- وفهم سلف الأمة وبيان خطر الانحراف عن منهج محمد- صلى الله عليه وسلم- في القول والعمل والاعتقاد والتحذير من الفرق الضالة وبيان مناهجها وطرق استدلالها ليكون المسلم على بصيرة لقول الله - جل وعلا -: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) الأنعام: (55)، وأما الثاني: فهو العلاج لمن تورط في الأفكار المنحرفة والأعمال الضالة وذلك ببيان الحق له ومناصحته امتثالاً لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). ويكون كذلك بكشف الشبه، ولذلك فإن المؤسسات الشرعية لها الدور الكبير في بيان الحق واستيعاب الشباب ونشر الهداية بينهم.
برامج توعوية
وبدأ الأستاذ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود حديثه بالاستشهاد بقول لله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) البقرة: (143)، وبقول المصطفى - عليه الصلاة والسلام -:(... وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هم يا رسول الله فقال: من كانوا مثل ما أنا عليه وأصحابي)، ويواصل قائلاً: نحن في آخر الزمان الذي أخبرنا عنه الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى نحن في زمان الفتن والمحن وهي كقطع الليل المظلم يصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من أعراض الدنيا، وما نراه اليوم في كثير من الدول المجاورة لمملكتنا الحبيبة من قتل واستباحة دماء وتكفير وتفجير هو من الهرج الذي حذرنا منه نبينا - صلى الله عليه وسلم - يكثر الهرج والمرج لا يعرف القاتل لم قتل ولا المقتول لم قُتِل، ومما يعصم من تلك الفتن ما حثنا عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي).. (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)، ونحن في هذه الدولة الرشيدة التي قامت على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ودستورها القرآن الكريم وسنة خير المرسلين عليه الصلاة و السلام.
وأكد فضيلته أن مما يثبت قلب المؤمن والمسلم على الإيمان الدعاء فهي سهم لا تخطئ وإن تأخرت فقد قال- صلى الله عليه وسلم-: ( الدعاء هو العبادة ) وقال: (من لم يدعُ الله يغضب عليه)، وإن من الأمور المعينة في ترسيخ الوسطية ما تقوم به المؤسسات الشرعية والجامعات في المملكة العربية السعودية خاصة وأننا أبناء فطرة وقد تربينا على القرآن والسنة فنعمت التربية وما يجده السعوديون من طيبة في قلوبهم مرجعه هذه التربية والوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف وبين أجرها في الدنيا والآخرة، وإن مما يحز في نفس المؤمن تأثر بعض الشباب لفكر التطرف والتكفير بسبب بعدهم عن العلماء الربانيين وتلقفهم لأفكار الخوارج والنواصب والروافض مما يضيع الحق ويخَلّط الأمور وأصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً، وإن من الحلول ما تقوم به هذه المؤسسات الشرعية من دور إيجابي في إقامة المؤتمرات والمحاضرات، وإن احتواء الشباب من ذكور وإناث لهو الواجب على تلك المؤسسات والجامعات حتى لا تنفرط السبحة وحتى لا تتسع الرقعة فوجودهم تحت مظلة رسمية يشرف عليها رجال أهل خبرة ودراية يحملون هم الإسلام ونصرة دينه وحب وطننا وبلادنا ووضع برامج لهم ليست مؤقتة كحبوب الصداع بل إنها تنظر للأمر نظرة بعيدة ثاقبة لمصلحة ديننا وبلادنا وشبابنا وهذه البرامج يجب أن تكون طوال السنة ومركزة وقت ذروة الفراغ كالإجازات لهم - ومن منظور شرعي: التفاف الشباب حول العلماء، وتسخير الإمكانات التي تسخر للملاعب مثلاً لهؤلاء، ووضع خطط مدروسة لاحتواء الشباب، وما كتبه بعض الصحفيين على العلماء الربانيين تسبب في عدم الثقة بهم من بعض هؤلاء الشباب وإيجاد فجوات فأخذوا يفتون لأنفسهم.
الحوار طبيعة بشرية
ويشير الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام سابقاً: أنه لابد من التأكيد على أن المؤسسات الشرعية هي رجال قبل أن تكون مؤسسات، وبالتالي فإن رجال هذه المؤسسات ينبغي أن يكونوا من أهل الثقة والأمانة والحكمة والعدل وقول الحق وممن ينالون بأعمالهم وأقوالهم- رضى الله- أولاً ثم ثقة الناس، وبالتالي يكون لرأيهم في الملمات والفتن والحوادث مكانة لدى المجتمع، بحيث لا يتجاوزهم الناس وقت الحاجة للعقلاء.
كما أننا ينبغي أن نحذر ممن ينالون من العلماء ومكانتهم من بعض الإعلاميين وما أثرهم اليوم - الذين أرادوا تحطيم نظرة الناس للعلماء وزعزعة الثقة بهم وبما يحملونه من علم شرعي وسطي وتصنيفهم وإبعاد الناس عن السماع لهم، واستخدموا كافة السبل لتحقيق أهدافهم، تحت زعم الوطنية أحياناً. وهذا ولاشك سيترك فراغاً يملؤه الغلاة والمتطرفون.
وينبغي أن ندرك أن الجدل والحوار طبيعة بشرية لدى الجميع ينبغي إدراكها والتعامل معها يقول تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) الكهف: (54) وقضية هامة لكل من يحاول نشر الوسطية وهي أن نكون موضوعيين في حوارنا للشباب وكافة فئات المجتمع، ونفتح عقولنا وقلوبنا لمحاورة الآخرين ومحاورة بعضنا بعضا ولا نضيق بذلك ولا نتهم أحداً، وألا يكون جدالنا بالتي هي أقسى أو بالتي هي أعنف بل يكون بالتي هي أحسن انطلاقاً من قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل: (125).
وعلينا أن نتذكر دائماً أن هؤلاء الذين نجادلهم هم عباد الله وأن العلماء كذلك عبيد من عبيد الله يحملون الرحمة لخلق الله فالجميع في مقام العبودية: وليس لأحد أن يتكبر على الحق ولا على الخلق. (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) الإسراء: (53) ولاشك أن الوصول للحق ورحمة الخلق هو هدف الداعية إلى الله أو أي مؤسسة شرعية. (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) المؤمنون: (96)، ووجود التلاحم والترابط على الحق ويناء المجتمع على الود والتراحم والتلاحم هدف شرعي يقول تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت: (34)، ولاشك أن الوصول لنقاط اتفاق في الحوار والخلاف أمر مطلوب مع غير المسلمين فما بالكم مع المسلمين يقول تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت:(46)،كما ينبغي أن ننشر في الناس: أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها. وأن ندرك أن مصادر المعلومات في هذا الزمان قد تعددت وكثرت، وأن مؤسساتنا الشرعية ليس الوحيدة في الميدان، ولم تعد المعلومة حكراً على أحد في زمن الاتصالات فإن لم تكن هناك لدى المتلقي قناعة حقيقية فإن صنع القناعة بالقوة لن يجدي ولن يخلق إلا ردة عنف تؤدي للعنف لا سمح الله، وأن يكون منهجنا العدل حتى مع الأعداء.
وقانا الله وبلادنا والمسلمين من كل شهر، وكفانا الغلاة ومن يقسمون ويصنفون ويرجفون ويسببون البعد عن التعاون على البر والتقوى فالله ولينا وهو حسبنا.