يسرنا عبر هذه الصفحة المتخصصة بالفن التشكيلي أن ننقل أجمل التبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير المفكر والشاعر والتشكيلي الذي تابعت أعين التشكيليين حفل الاحتفاء به من أمير وأهالي مكة المكرمة فاختلطت مشاعر الحب بالاعتزاز كل في لحظة من لحظات وقائع الاحتفال والاحتفاء بسموه وتسلمه جائزة مكة للتميّز بدورتها السادسة في فروعها الثمانية في حفل أقامه بالمناسبة الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لجائزة مكّة للتميز، إبداع يكرم فيه مبدع وينثر فيه عبق الكلمات انتشى بها من بالقاعة وتألقت بالمحتفى به وبالمحتفي بحضور جمع أعلى المستويات فكرا وثقافة وبناء حضارة، وكان لهذا الحضور حظوة وحظ بكلمة للأمير خالد الذي لا تقع قدمه على جزء من أرض الوطن إلا ويغرس فيها فسيلة لشجرة ثمارها التمسك بالعقيدة والولاء والانتماء مع ما يحمله اليوم من أمانة تطوير المعرفة فانه سيجد في تلك الكلمة مشروعا كبيرا وحكمة حاكم وبعد نظر الواثق بربه وقيادته.
صور شعرية وأخرى تشكيلية
لقد صدق حينما قال (نحن لا ندّعي ما لم نفعل، ولا نفاخر بما لم يكن)، وبعث فينا الأمل بعد الله بأننا نسير نحو المجد بصورة شعرية قائلا (ولكنا في هذه البلاد على موعد مع المجد)، ليعيدنا بكل اعتزاز إلى مرحلة يجب أن تخلد (فمنذ التوحيد وخيل التحدّي تعدو بالأب والجد).. ليرسم بكلماته صورا تشكيلية قائلا ( نحرث الأرض بحثاّ ونستمطر السماء أملاً ونزرع النماء ونسخو بالعطاء ليتساقط النخل رطباً، وتثمر الكرمة عنباً، فتفتقت الصحراء مُدناً، وانبتت صبخات السواحل صناعات، وأذكت حرارة الشمس طاقة الإنسان، فبنى المعجزة فوق الرمال، وضرب المثل في نيل المحال، وكفانا فخراً ملك إنجاز. على أرض إعجاز. وشعب إباء على منجم نماء. وأمن واستقرار. وثراء واستثمار. وشباب طامح. وعقل مبدع راجح. وخطط تنموية. محلية وعالمية. يغبطنا عليها الأصدقاء. ويحسدنا الأعداء. إذن فلننهض. تنهض بنا الأمتان. العربية والإسلامية.
نعم، كانت كلمة سموه مزيجا بين الصورة الشعرية والصور التشكيلية فهو رائد الشعر ومعلم لفن يختار ألوان فرشاته من أرض وتراب الوطن ويبللها بماء بحارة فكانت ملاحم إبداعه لوحات وقف لها النقاد احتراما.
الفن التشكيلي وكرم الأمير خالد
لم تكن فكرة كتابة هذا الموضوع متوقفة على رغبة كاتبها فقط لكنها الأصوات الكثيرة التي اختلجت في نفوس وتغنت بها السنة التشكيليين من منسوبي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الذين تجاوزوا السبعمائة فنان وفنانة من مختلف مناطق المملكة يحملون مشاعر التقدير للأمير خالد الفيصل الذي رفع من شأن إبداعهم وإشهار الفن السعودي عالميا، وقبل ذلك ما منحه لهذا الفن من مقرات أبرزها وأشهرها عربيا قرية المفتاحة التشكيلية واحتضانها سبعة مراسم كانت ولا زالت ملتقى للفنانين السعوديين والخليجيين، مع ما منح لهذا الفن من جائزة في (سوق عكاظ) اكبر تجمع للإبداعات الثقافية والمقام في الطائف، مع ما تنتظره الفنون التشكيلية في الرياض وقبل هذا وذاك مادة التربية الفنية أحد أهم المواد التعليمية المعنية بارتقاء الذائقة وبناء المهارات ومصنع التشكيليين والمتفائل معلموها بتطوير سبل تعليمها.
لوحات تدعم الكلمات وتمثل الحقيقة
(بناء إنسان وعوائق.. وخيال ألوان لحقائق)، عنون للوحة أبدعها الأمير خالد الفيصل يصور فيها ما يسعى إليه من زرع بعد النظر عند الأجيال دون الالتفات للمعوقات تستحق أن تكون مشروعا إبداعيا يستلهم منه معلمي التربية الفنية دروسا في مادتهم ليجعلوا من الكلمة صورا بصرية تستشرف المستقبل المشرق لهذا الوطن ويجد فيها الفنانين أصحاب الخبرات مساحة من التخيل لما يمكن أن يكون عليه الوطن من أمن وازدهار لوحة وجدت مكانها مكانتها في كتاب للأمير خالد بعنوان: (بناء المكان وتنمية الإنسان) كتاب يستحق القراءة والاقتناء يضم تجربة إنسانية وإدارية وتنموية..أجد في نشر هذه اللوحة شرفا للصفحة (لم أرها منشورة من قبل خارج الكتاب) اعتزازا بها وبمبدعها ومذكرا أيضا باللوحة الثانية التي تظهر الملك عبد العزيز على صهوة حصانه في حركة الانتصار بتوحيد البلاد الوثبة الكبرى التي تمثل موحد الوطن الملك عبد العزيز الفارس الذي وهب نفسه لتحقيق ما نحن فيه من رغد عيش كما جاء في كلمة سموه (ولكنا في هذه البلاد على موعد مع المجد فمنذ التوحيد وخيل التحدّي تعدو بالأب والجد).