بعد تحذيرات مُتعدِّدة ولمدة سنوات من خطورة الأسماك البحريَّة الأكثر شعبية في الأحواز، ثبت بالفعل الأسبوع الماضي تسمم الأسماك الموجودة في متناول يد الصيادين في المدن الأحوازية مسمومة إلى درجات كبيرة، من هذه الأسماك الصبور وما يعرف بسمك الشوريدة وأيْضًا الزبيدي الأسمر وهي الأسماك التي تصطاد عادة في سواحل الأحواز الشماليَّة من خور عبد الله ومعشور إلى مدينة أبو شهر وهي الأسماك التي وجباتها تعتبر من الأكلات الأكثر شعبية لأسماك البحر في الأحواز.
وحاولت السلطات أن تخفي تسمم الأسماك خلال السنوات الأخيرة لسببين حسب الخبراء الاول هو من أجل عدم طرح مخاطر الترسبات الحاصلة من البتروكيماويات في سواحل مدينة معشور ومياه الخليج العربي عمومًا وأيْضًا التخوف من طرح أسئلة حول الاشعاعات النووية من مفاعل أبو شهر الذي ضربت منطقة وجوده بعدة زلازل خلال السنوات الأخيرة، والسبب الثاني حسب الخبراء هو البطالة التي سيسببها خبر تسمم الأسماك لمن يعملون في مجال الصيد والإتجار بالأسماك دون الاكتراث بالخطر الجدي الذي تسببه هذه الأسماك لسلامة الأحوازيين وهي تحمل سموما مرتفعة جدًا وخطيرة ومنها مادة الزيبق (جيوه) التي تحملها هذه الأسماك التي نسبتها في بعض الأسماك تتجاوز النسب المقبولة إلى حد كبير، لكن الخبراء وبسبب خوفهم من البطش لم يعلنوا النسب الحقيقية لهذه السموم في الأسماك لكن دكتر أماني أحد أعضاء الهيئة العلميَّة لجامعة الأحواز (ما تعرف بجندي شابور) وهو أستاذ التغذية في الجامعة قال: بعض التحقيقات أثبتت أن هناك نسبة عالية من المواد السامة توجد في بعض الأسماك ومنها مادة الزيبق الخطرة وفي أسماك هي الأكثر مصرفًا في الأحواز الشمالية (التي يسميها بـ خوزستان) ويضيف أن بعد إكمال التحقيقات ثبت أن هناك عناصر سمية أكثر من الحدّ المعمول موجود في هذه الأسماك. وأضاف أماني أن هناك ثلاث رسالات علميَّة للطلاب كانت مخصصة للبحث في السموم المتوفرة في الأسماك في مدينة عبادان وتمت الدراسة على ثلاثة أنواع من الأسماك، منها أسماك الصبور والشوريدة وأيْضًا في سمك الزبيدي الأسمر (الحلوا).
وأضاف أن مواد خطرة أخرى مثل الرصاص، كادميم، والنيكل هي الأخرى موجودة في الأسماك التي تعيش على سواحل معشور وذلك بسبب التسربات الكيماوية لهذه المواد من البتروكيماويات، وأضاف أن كثيرا من أهالي معشور أوقفوا أكل هذه الأسماك بعد ما ظهرت لهم دلايل من السموم فيها. وبالمناسبة، شركة ما تسمى بـ «شيلات خوزستان» الحكوميَّة أعلنت أن التحقيق في هذا الأمر ليس من اختصاصات هذه الشركة، كما أعلن شريف مخمل زاده أن ليس لدى السلطات مؤسسة تتابع سلامة الأسماك وتبحث في احتمالات تسممها حتَّى الآن وهذا الشخص هو المساعد في دائرة الغذاء والدواء في جامعة الأحواز الحكوميَّة.
ويدعو المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية المؤسسات الحقوقية الأحوازية متابعة هذا الأمر الخطير والتواصل مع المؤسسات الدوليَّة المهتمة بهذا الشأن لاتِّخاذ إجراءات جدِّية ضد النظام الاحتلالي الذي لم يتخذ أيّ إجراءات في هذا الشأن والأحوازيين يبتلعون السموم الآتية من مصانع بتروكيماوياته يوميا، المصانع التي حتَّى بنزينها التي تنتجه تسبب لقتل الآلاف سنويًّا بسبب ارتفاع نسبة الرصاص والمواة السامة فيه وهذا ما اعترفت به السلطات لكنها لم تعترف بوجود هذه المادّة والأخطر منها في الأسماك بسبب أن متناولي هذه الأسماك هم عرب أحوازيون!!