عدّ رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة «ردًّا بالغاً على تنظيم داعش»، الذي يسعى لإفشال العملية الديمقراطية في العراق، داعياً الكتل السياسية إلى الإسراع بتقديم مرشحيها للوزارات، فيما أكد التزامه بمبدأ الشراكة الوطنية في إدارة البلاد، ووعد بتطبيق «الإصلاحات» السياسية والأمنية والاقتصادية بعد إعلان الحكومة. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان له إن «العبادي مستمر بشكل متواصل ومكثف في عقد اجتماعات مع جميع الكتل السياسية من أجل تشكيل الحكومة وصياغة البرنامج الحكومي الذي أوشك على الاتفاق عليه». ودعا البيان «الكتل إلى الإسراع بتقديم مرشحيها للوزارات من أجل دراسة سيرهم الذاتية، واختيار الأكفأ والأنزه منهم ومن يمتلك برنامجاً وزارياً لتطوير عمل وزارته».
عادًّا الإسراع بتشكيل الحكومة أبلغ رد على المجاميع الإرهابية وتنظيم (داعش) الإرهابي الذي يسعى لإفشال العملية السياسية والبناء الديمقراطي للبلد، وإقحامه في صراعات بين مكوناته وتدمير حضارته وإرثه الثقافي والفكري. وأكد العبادي وفقاً للبيان أن «رئيس الوزراء المكلف ملتزم بمبدأ الشراكة في تشكيل الحكومة، والاعتماد على الدستور، بتوجيهات المرجعية الدينية العليا بتشكيل حكومة ذات قبول وطني واسع». لافتاً إلى «أنه سيبدأ منذ أول يوم بعد تشكيل الحكومة بتطبيق البرنامج الحكومي المتفق عليه، والإصلاحات السياسية والأمنية والاقتصادية من أجل النهوض بالبلد، وتخليصه من الأزمات التي يمر بها».
وفي هذا الإطار كشف مصدر سياسي عراقي مطلع عن أن اتفاقاً شبه نهائي تم على توزيع الوزارات السيادية في حكومة العبادي بين كتل التحالف الوطني والتحالف الكوردستاني وائتلاف القوى الوطنية. ويتضمن الاتفاق حصول التحالف الوطني على وزارات الدفاع والخارجية والمالية، فيما أنيطت وزارة النفط للتحالف الكوردستاني، ووزارة الداخلية لائتلاف القوى الوطنية.
وطالب العبادي جميع الكتل السياسية بالإسراع في تقديم أسماء مرشحيها للحقائب الوزارية في حكومته الجديدة التي يسعى إلى تشكلها وفق مبدأ الشراكة الوطنية.
أمنياً، تمكنت القوات الأمنية والمتطوعون من تحرير منطقة الكرابلة ومقر الفوج الأول بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم (داعش) في منطقة اليوسفية جنوبي بغداد. فيما بلغت حصيلة التفجير الانتحاري جنوبي العاصمة بغداد تسعة قتلى و26 جريحاً. وانتهت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف سيطرة تابعة لاستخبارات الداخلية على طريق اليوسفية - المحمودية جنوبي بغداد عند تسعة قتلى و26 جريحاً. كما شهدت بغداد أيضاً مقتل وإصابة ثمانية أشخاص بتفجير عبوة ناسفة بالقرب من سوق شلال في منطقة الشعب شمالي بغداد، فيما قُتل وأُصيب 31 شخصاً، غالبيتهم عناصر أمن، بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في ناحية اليوسفية جنوبي بغداد. كما اختطف مسلحون مجهولون أستاذاً جامعياً بالقرب من منزله في منطقة الصليخ شمالي شرق بغداد.
وفي الفلوجة قُتل وأُصيب عشرات الأشخاص في قصف للقوات العراقية، استهدف مدينة الفلوجة. وتسبب القصف في مقتل 10 وإصابة نحو 60 في حي الأندلس بالقرب من تقاطع العباسي ومقبرة الشهداء. كما قُتل 15 شخصاً، وأُصيب 70 آخرون، في القصف الذي شنته القوات الحكومية بالبراميل المتفجرة.
وفي سياق ذي صلة، تدور معارك عنيفة في منطقة الهياكل جنوب الفلوجة بين عناصر من داعش وقوات الجيش التي تساندها عناصر من الحشد الشعبي. كما تشهد منطقة السجر شمال المدينة اشتباكات مع محاولة الجيش التقدم باتجاه الفلوجة.