من أكثر المشاهد السلبية التي علَّق عليها المواطنون خلال شهر رمضان المنصرم، مشهد تكدس المسافرين في مطار الملك خالد بالعاصمة الرياض، بعد أن تعطلت أحزمة نقل الحقائب من الساحات إلى صالة المطار.
ولقد زاد الطين بلَّة أن هيئة الطيران المدني لم تكلف نفسها بتوضيح الأسباب أو بالعمل الجاد على إصلاح المشكلة، بل انشغلت بجمع ما أوردته الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في ملفات، لكي تحفظه في أقرب أرشيف.
لا يزال هناك، وعلى الرغم من التغييرات الإدارية في الهيئة وفي الخطوط السعودية، استياء عام لدى الجميع من خدمات الناقلين الجويين ومن الخدمات الأرضية، وكأن هناك تنافسا بين هاتين الجهتين في حجم الخدمات السيئة التي يقدمونها! والغريب أن هناك أسعارا عالية، مقارنة بغيرنا من الدول، للحصول على هذه الخدمات، وهذا لم يسهم في تطويرها ولو بدرجات بسيطة، الأمر الذي حوّل السفر بالطائرة السعودية من أكثر التجارب صعوبة ومذلة.
وبالحديث عن المذلة، فإن الصورة التي يتلقاها المسافر الأجنبي حين يصل إلى مطارات المملكة، سواءً لأول مرة أو للمرة الثالثة أو العاشرة، هي صورة هادمة لكل ما تحاول المؤسسات الحكومية أن تبنيه. بمعنى أن مسئولي هيئة الطيران المدني و مسئولي الخطوط السعودية، يهدمون كل ما نتعب ونشقى في تحقيقه من إنجازات. وهذا كله لأنهم لا يسافرون إلاّ عن طريق المكتب التنفيذي، على متن طائرات خاصة!