هاتفني العميد سالم المطرفي، مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة ليناقشني بخصوص ما طرحته بخصوص حريق جنوب جدة، والذي التهم في الأيام الأخيرة من رمضان ثلاثة مستودعات، واستنفر كل طاقات الدفاع المدني بمحافظة جدة. ولقد كان حديثه مرتكزاً على الجهود التي يبذلها الدفاع المدني في مراقبة ومتابعة توافر إجراءات السلامة في المصانع والمستودعات والمستشفيات، على عكس ما طرحته في مقالي.
لقد كنت واضحاً مع العميد سالم. قلت له بأنني لست معنياً بالكتابة عن الأدوار التي يُفترض أن تؤديها الجهات الحكومية، بل بالأدوار التي لا يؤدونها. وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، فمهما بذلت المديرية العامة من جهود، فإنها لا تزال لا تغطي المساحات المفتَرضة، وإلا: لماذا نشاهد هذه الحرائق الكبيرة، والتي لا تأتي على ممتلكات صاحب المنشأة فحسب، إنما تأتي على دائرة واسعة يقطنها مواطنون ومقيمون لا ذنب لهم في أخطاء المنشأة أو أخطاء الدفاع المدني.
إن الصورة النمطية العامة للدفاع المدني تحتاج إلى تغيير شامل. نحتاج كمجتمع إلى آليات مختلفة تنسف الثقافة المتواضعة جداً لمفهوم الحماية من الحرائق أو الكوارث. وعلى القطاعات الأخرى أن تسهم مع الدفاع المدني في بناء تلك الثقافة الجديدة.
لا أحد يعرف الفرق بين حريق الأخشاب وحريق الكهرباء، بين حريق الزيوت وحريق المواد الكيميائية. كلنا نجهل كيف نطفئ هذا، وكيف نطفئ ذاك؟!
على الدفاع المدني أن يقترب من الناس، وأن يستخدم أسلوب التشهير بالمخالفين.