الذاكرة نافرة مثل مهرة جموح
تمور بالصور الجميلة
تنتظر الغد
وإن غداً لناظره قريب!
يستيقظ وجه أمي
وتضوع في المكان روائح قهوتها المهيلة
وخبزها الساخن!
تصطف في ذاكرتي
الصفوف
والوجوه
والأجساد الصغيرة التي تتقافز بين السيارات
وتدلف البوابة
تماماً كما تدخل المواد الخام إلى آلة مصنع
يدخل الطلاب والطالبات إلى المدارس
ويتشكل فكرهم وتتبلور اتجاهاتهم
ويتخذون موقفاً مع الحياة أو ضدها
ينتمون لوطنهم أو لا ينتمون!
يحبون السلام أو يعادونه
يعشقون طائر الحمام أو يقبلون على لون الدم
كل مدرسة
هي حديقة
ورد
في الذاكرة
هي أوقات الصبا ومدارج الشباب
هي بواكير الزمن وخيوط الضوء الأولى
أولادنا وبناتنا عدة الزمن القادم وقوامه
فإن استقامت واشتد قوامها كان مستقبل الوطن آمناً مشرئبا نحو العلا
فيأكل مدارسنا
ويأكل طلابنا
ويأكل بلادنا
غداً سنروي حكاية المدرسة الجميلة
والطلاب والطالبات الأكثر جمالاً
سنقول لهم جميعاً
كل عام وأنتم أجمل وأبهى!