شهيق... زفير..!!

يتناثرون كالفراش في الطرقات، بأزيائهم الكالحة الملونة..

ينكفئون على الأرض يزرعون..يدرأون الشمس بقبعاتهم، أو بلفائف من القماش..

بعضهم يسند ظهرة على جدر البيوت، ومقشته عصا يهش بها على القيظ الذي يصطليه..!!

زواداتهم خالية من الثلج..!!

يلفحهم لسع الهواء في ظهيرة مستعرة..

يعبر بهم الناس راكبين..، راجلين ..

نادرا ما يمد إليهم أحدٌ بماء باردا...

قلوبهم وجفة من الرهق..

آخر الشهر قليلا من الريالات في كفوفهم ..، لا تقضي لهم عيشا رغدا ,ولا عوضا عن جهد..

أولئك عمال النظافة..، ومزارعة الطرقات...!!

* * *

لا تزال عربات النقل ذات المظلات تحمل "العمالة" منذ الفجر,.. والنعاس يثقل رؤوسهم...!!

* * *

في أحد الطرقات الوسيعة ذي الاتجاهات الأربعة ، في ظهيرة الاثنين أول أمس كانت إشارة المرور خارج العمل..!!

للمرة الأولى لم تتعال أبواق العربات، رغم أن القيظ كان عنفوانيا صارخا، إلا أن الناس لم تتخبط كما هو متعارف في سلوك الذروة..

بل نبهوا بعضم بقليل من أبواق..، ثم اتخذوا مسارهم..

ربما في هذا السلوك ما ينم عن ارتفاع في مؤشر وعي السائقين على اختلافهم !!...ربما..؟!

وربما شبح "ساهر" ..

فهل لساهر يد في هذا السلوك الطارئ المدهش....؟!

بمعنى هل هذا خوف من عقوباته المادية..؟

أو هو حقيقة تصاعد في الوعي ..؟

* * *

بالإشارة إلى أن استهلاك الفرد السعودي للكهرباء 8300 كيلواط مقارنة بغيره عالميا 2700 كيلواط للفرد كما نشر مؤخرا..,إلا أن استهلاك الكهرباء في إضاءة الشوارع ,والطرقات في العاصمة يبدو أنه يستنزف طاقة مرتفعة، يمكن تلافيها عند تخفيض عدد أعمدة الإنارة، أو تبادل إشعالها بشكل آلي..

ترى كم كيلواط تستهلكه إنارة المدن الكبرى.؟!

* * *

ولاية "تنسي" الأمريكية، بعد وقائع جهل الأفراد إجراء تواقيعهم بالقلم يدويا..,

أعادت للقلم دوره، وللقرطاس فضاءه بفرض تعليم الكتابة باليد، وتدريب الطلاب الصغار على الكتابة بالقلم...!!

يوما ما ستعود الدواليب إلى منطلق سواقيها...!!

فالزفير بعد الشهيق، ...وكل إلى نهاية..