أخبارٌ.. أخبارٌ..!!

كان خياري الذي قررت أن ألج منه إلى بوابة العالم العربي هو عنوان من شريط عناوين بنص: «أخبار عربية»..

وفيه اندرجت تحت كل خبر سطور مختصرات لما يؤلم من الأخبار المفصلة في المزيد..

ويحزن ألا تجد واحدا من العناوين يبهج.. بل جميعها بتفاصيلها تُزحم النفسَ بكآبة عارمة..

من برج تسقطه صواريخ.. ولاعب يقتله حجر.. وجرائم داعش حيث يتجهون..

وفظاظة إسرائيل كما ينتقمون.. وحصار مسلمين بين خيارين إما الموت.. أو الاستسلام..

وإطلاق صواريخ.. وطلب هدنة.. وإيقاف نار، واختلاف في آلية.. وسقوط قنابل.. ومناحرات أحزاب.. وحصر مجرمين.. وتبادل اتهامات..

ومن زلازل تدمر.. وتبرئة ذات من قصف.. واستشهاد رضع.. واغتيال منقذين.. واجتماعات تفاوض، ومكوكية آراء..

كربٌ تتوالى عليهم من أول عين العرب، إلى آخر بائهم..!!

صارخة من ألف الأحداث، إلى ثائها..!

بوارق الغيم، والمطر نادرة في اجتماع لحل أزمة سوريا..

وفي مواكب إغاثة لغزة..

في تهدئة نفوس مكتظة.. في توعية بشر نحو الروية.. والعقل.. ومنطق الحوار..

ما طمأنتني الأخبار أبدا.. بل زادتني رغبة في الاعتكاف بعيدا عما يُخرج عن النطاق من جنون الأحداث...!

من حولنا جن البشر في كل واد للشر يحفرون.. ولكل شجرة علقم يحرثون.. ولكل فسيلة سموم يزرعون.. ولكل سحابة ضغينة يمطرون..!

ما الذي أصاب العقول والقلوب..؟ الأفكار.. والنوايا..؟!

مرحلة ضاجة بمكر الإنسان.. ومطامعه.. عبثه، وتيهه.. تماديه.. وتمطِّيه..!!

أما قضايا حقوقه فهي جسر.. وأما زعم عدله فهو مكر..!

لعلهم يصغون لبصيص من نور العقل.. وحكمة التفكر.. ونداءات السلام.. ورغبات الخلاص من غث المرحلة.. وعفن البغض.. ومستنقع العدوان..

ليتهم يرعون للإنسان حرمته التي أنهكت من السطو.. وسلامه الذي أحرقته نار الإبادة.. وفكره الذي طمسته سيول الطمي..!!

بينما يقيمون للحيوان مناصب الرعاية.. والعناية، والحماية، وحق العيش في أمان النُّـزُلِ.. والغذاءِ.. والدواءِ.. والحفظِ من الإهمال..!!

ليتهم يطبقون دعوى المساواة.. ونبز التميز على وجه من الصدق.. والضبط.. والنظام..

من هنا تعلو نداءات السلام.. ودعوات النجاة.. و...

لعل البشر في مناطق اللهيب أن تعود إليهم سكينة السلام من كابوس يعمهم..!