مكتب الجزيرة - غزة - القدس - القاهرة - بلال أبو دقة - رندة أحمد - وكالات:
بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين؛ يهدف لإنهاء سبعة أسابيع من القتال في غزة أمس الثلاثاء، في حين تدفق فلسطينيون مبتهجون للاحتفال في شوارع القطاع الذي دكه القصف الإسرائيلي. وقبل دقائق من بدء سريان الهدنة التي توسطت فيها مصر الساعة 1600 بتوقيت جرينتش قالت الشرطة الإسرائيلية إن صاروخا أطلقه نشطاء فلسطينيون قتل شخصا إسرائيليا في مزرعة إسرائيلية قرب حدود غزة. فيما أكدت مصادر للجزيرة أن الهجوم جاء كردة فعل من قبل المقاومة بعد تصعيد جيش الاحتلال الصهيوني أمس الثلاثاء حرب الابادة على قطاع غزة مستهدفا المدنيين، حيث استشهد عشرة فلسطينيين وعشرات الجرحى منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعات ما بعد العصر، ليرتفع عدد ضحايا العدوان المستعر إلى « 2142 شهيداً، «وقبل إعلان الهدنة بدقائق قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني برج رقم 67 في أبراج الشيخ زايد شمال مدينة وتدمر جزء كبير منه. وفي الوقت ذاته وقبل التهدئة بلحظات دمرت الطائرات الحربية الصهيونية منزل القيادي بحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة وبشكل كامل. من جهتهم أعلن مسؤولون فلسطينيون ومصريون أن الاتفاق يدعو إلى وقف إلى أجل غير مسمى للعمليات العسكرية، والفتح الفوري لمعابر القطاع المحاصر مع إسرائيل ومصر وتوسيع منطقة صيد بحري أمام سواحل القطاع على البحر المتوسط. وعبر مسؤول كبير في حركة حماس التي تدير قطاع غزة عن استعداد قوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة التوافق التي شكلها في يونيو - حزيران للسيطرة على نقاط العبور.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن المبادرة المصرية لوقف القتال تتضمن «وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية ومستلزمات إعادة الاعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة أميال بحرية»، كما تتضمن «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار».
وبعد سريان وقف إطلاق النار اكتظت شوارع غزة بالحشود والسيارات. وأطلقت السيارات أبواقها وعلت التكبيرات من مكبرات الصوت في المساجد.
من جهة أخرى ظهر قادة بارزون في حركتي حماس والجهاد في احتفال جماهيري وسط مدينة غزة للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قبل خمسين يوما. والقى كل من محمود الزهار القيادي البارز في حماس ومحمد الهندي القيادي في حركة الجهاد كلمة أمام آلاف الفلسطينيين الذين تجمعوا في شارع عمر المختار في حي الرمال غرب مدينة غزة، حيث قال الزهار: «سنبني الميناء والمطار، ومن يعتدي على ميناءنا سنعتدي على مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنعتدي مرة أخرى على مطاره». وكان الزهار يشير إلى الهجمات الصاروخية لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس التي كانت تستهدف مطار بن غوريون.
من جهته قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: «هذا يوم من أيام النصر والتمكين لشعبنا ومقاومتنا ولأهلنا.. تحية إلى غزة والى رفح.» وصدر رد هادئ من إسرائيل على الهدنة حيث قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: إن إسرائيل قبلت الاقتراح المصري «لوقف مفتوح لإطلاق النار»، وستحضر محادثات في القاهرة بشأن مستقبل غزة فقط إذا حدث «وقف كامل للهجمات» من القطاع. ورحبت الولايات المتحدة بحذر بوقف إطلاق النار ودعت الجانبين للالتزام بشروط الاتفاق. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين «ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام التام والكامل بشروطه.. ونأمل كثيرا أن يكون وقف إطلاق النار ثابتا ودائما».