ارحموا «ساند»

فاصلة :

((الفهم : التفكير، وإدراك الأشياء على حقيقتها))

- حكمة عربية -

ما يحدث من لغط حول نظام «ساند» الذي يرفع من مستوى الأمان الوظيفي لموظفي القطاع الخاص في قنوات التواصل الاجتماعي ممتداً، إلى ما تنشره الصحف من مقالات تكشف عن ضعف الجهاز الإعلامي في وزارة العمل والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إذ كان من المفترض أن يسبق الإعلان عن تطبيق نظام ساند مطلع الشهر القادم حملة إعلامية تبث المعلومات الصحيحة للمواطن، ولا تتركه فريسة للمعلومات المغلوطة التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

على مدى عدة أيام سابقة كنت أدخل في نقاشات حول «ساند» لأخرج منها بأن المواطن السعودي بالفعل يكاد يكون مغيباً بسبب المعلومات المشوشة التي تنشر هنا وهناك ، فبالرغم من أن الجميع مؤمن بالصدقة والتكافل الاجتماعي إلا أنهم حين تناقشهم في جدوى « ساند» يستكثرون أن يؤخذ من راتبهم مبلغ بسيط يضمن لغيرهم ولهم حياة كريمة في حال فقد عملهم وهو لا يعتبر استقطاعاً بل اشتراك، لأنه يعود إلى المشتركين .

والبعض كان يعتقد أنّ المبلغ سيذهب إلى العاطلين عن العمل وليس إلى موظفين مشتركين في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وحدث لهم انقطاع عن العمل لأسباب خارجة عن إرادتهم، فيستنكر أن يؤخذ من راتبه لعاطل مستهتر مثلاً.

باختصار نحن للأسف سريعو الأحكام دون استناد على معلومات صحيحة، وكذلك لا نعي مسؤولية أن نساهم في تجييش البسطاء ضد نظام سيطبق قريباً، ولن يكسب البسطاء سوى اجترار التذمّر الذي سينعكس لباً على حياتهم وعملهم.

أرجو أن نعي الدرس جيداً ونهتم بنشر المعلومات الصحيحة، فهي مسؤولية عظيمة أن تنشر معلومات مغلوطة دون أن تدرك أثرها على مجتمعك.

لكن المسؤولية الكبرى على الأجهزة الإعلامية في المؤسسات الحكومية، فالإعلام لا يعني فقط نشر أخبار إنجازات المؤسسة إنما هو أعمق من ذلك في دوره في تشكيل الرأي العام.