قنوات التضليل كثيرة متعددة ومتنوعة، غير صادقة، ولا تقف مع الحق، وبها رتوش وبهت وتحريف وتزييف وإضافات، وتستغل مشاعر الناس وتتلاعب بعواطفهم، وتكثر من التدليس والكذب والنفاق، ولا تلتزم الحياد، بل هي طرف رئيسي في صناعة الزوابع وإثارة الفتن وزرع القلاقل، وعندها تهويل وشحن وتضليل،
سواء هذه القنوات ناطقة بالعربية أو الإنجليزية أو غيرها من اللغات، هذه القنوات المليئة بالتضليل والفتنة، لا هي تقطر بالود والورد والوجد، ولا هي بستان تفاح، ولا حديقة غناء، ولا دالية عنب، ولا حقل حنطة، ولا عذوبة ماء، ولا بشرى غيمة، ولا لون أو طعم كرز، ولا جديلة طافحة برائحة الحناء، هي وجه عابس نافر بالثالول المتورم، امتلأت رئاتها بالقطران الأسود، والدخان الرمادي، ورائحة العوادم، تعفرتت وتهورت وتمادت وبثت سمومها في كل مكان حتى صارت كهوفا عتيقة لإيواء الخفافيش وبحيرة آسنة للتماسيح، وغابة للضباع والثعالب والأفاعي والسحالي، لها طقوسها ومراسمها ولغتها وخداعها وطلاسمها وطوطمها، موتورة لها أذيال وآذان وقرون شيطانية، تآمرها مقيت، وأوكارها خبيثة، ومخالبها سود، وبرامجها مميتة، ومخططاتها مدمرة، تآخت مع الثعالب ولصوص الليل تحت ظلال أشجار الغرقد، حتى دخلت دارها كل الثعالب من كل فج عميق، وفاتت ولفت بذيولها سبع لفات، فتوحدت وتعاضدت معها، وارتبطت في الخفاء بعلاقات سرية مع كل الأفاعي القرعاء والتماسيح الصماء والضفادع الغبية، تلتصق بهم جيداً، وتصب جام غضبها على كل العقلاء والراشدين والحكماء، وتمارس ضدهم أبشع صنوف العقاب الجماعي الشامل، وتحاول أن تبعثرهم وتحرمهم من نعمة الأمن والاستقرار والأمان، في الوقت الذي تنعم فيه ضباعها وثعالبها وتماسيحها بالهدوء والاستقرار وراحة البال، ولا تتسامح هذه القنوات البليدة مع من يفكر بإزعاج هؤلاء الضباع الغادرة والثعالب الماكرة والتماسيح المخادعة، لا ريب أن ما تقوم به هذه القنوات المخادعة يصب في صالح النكرات والعبثيين وخفافيش الليل والرعاع وأصحاب الجهل والتطرف والفكر الطحلبي وأرباب السوابق، ويضمن سعادتهم الدائمة، وتأجيجاً سافراً للفتن الطائفية والأحقاد المذهبية، وتحولاً إستراتيجياً في تمزيق الأمة وبعثرتها وتشتيتها وفتح عليها أبواب الجحيم، ورميها بأضغاث الكوابيس الثقيلة، لقد تكشفت لنا هذه القنوات، وبانت ملامحها في سيول الدماء الراعفة بين أخاديد الجبهات القتالية، المتفجرة فوق الأرض العربية، لقد أنعشت الضغائن القديمة، وأيقظت الفتن النائمة، فبعثتها من جديد، إن قنوات الفتنة هذه نذير شؤم، وصفارة تحذيرية مخيفة تدوي في سمائنا العربية والإسلامية، توحي لنا بوقوع المزيد من المصائب والويلات والنكبات وليالي الظلام الطويل إذا ما تركت كما هي عليه، أن مخاطر فيروس (إيبوا) لن يصل إلى عشر معشار مخاطر فيروس هذه القنوات المجنونة، فقد زاد جنون هذه القنوات المعتوهة، مرة تلو أخرى حتى تضاعف، فظهرت أعراضها بأبشع صورها التعبوية والتآمرية والإعلامية، وكان من الطبيعي أن تواصل تمردها على الأرض العربية وإنسانها، من خلال برامجها السمية، التي جندتها لتأجيج الخلافات والفتن، فتخصصت بإثارة المشاكل والأزمات، لم يعد شغل هذه القنوات السمية شيئا سوى اختلاق المشاكل وافتعال الفتن والأزمات، وهذا هو ديدنها وشغلها الشاغل، لها هوس أزمات لئيم لم يسلم منه أحد، لقد مات شرف هذه القنوات وتشوهت سمعتها وتذبذبت مواقفها باعتبارها الشريك الأمثل لأوكار الشر والتضليل والعملاء والجواسيس والخونة، بعض هذه القنوات الشؤم تريد أن تصبح رقماً صعباً في الإعلام المجافي للحقيقة، وقطباً رئيسا في ملاعب الكذب الفضائي، أن من يشاهد هذه القنوات ويتابع برامجها ويرصد تحاملها يحس انه يستمع لمنابر إعلامية شرسة ومتلونة ومنافقة، مسخرة بالكامل لتشتيت فكر المواطن العربي، وتضليله بالأخبار الملفقة الكاذبة، وتحريضه على الفوضى والتمرد والانفلات الأمني، وصولاً إلى زعزعة استقرار الوطن العربي كله من الماء إلى الماء، والعبث بأمنه وتنميته واستقراره ومستقبله.