شهدت العراق أمس السبت سلسلة انفجارات دامية سقط على أثرها 34 قتيلا، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم المسلح الدامي على مسجد للسنة راح ضحيته أكثر من 73 مصليا، حيث أكد مسؤولون عراقيون أن 34 شخصا على الأقل قتلوا في أنحاء العراق في سلسلة من التفجيرات التي تستهدف قوات الأمن، بما في ذلك هجوم استهدف مبنى الاستخبارات في بغداد السبت.
تأتي تلك الهجمات الأخيرة في الوقت الذي تقاتل فيه الحكومة العراقية مدعومة بقوات كردية وغارات جوية أمريكية من أجل طرد جماعات مسلحة، وعلى رأسهم ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية من مواقعهم في شمال البلاد. وكانت مصادر أمنية عراقية قد أفادت بأن 34 شخصا قتلوا وأصيب 127 آخرين جراء انفجار ثلاث سيارات مفخخة بأوقات متقاربة في مدينة كركوك 250 كم شمالي بغداد. وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «أن ثلاث سيارات مفخخة انفجرت بأوقات متقاربة في مدينة كركوك، كانت الأولى في حي طريق بغداد استهدفت عمارة قيد الإنشاء تستغلها قوات الأمن للرصد والمراقبة، تبعها بدقائق تفجير استهدف عمارة أخرى على بعد 500 متر من التفجير الأول بشاحنة مفخخة، ثم وقع تفجير ثالث بسيارة مفخخة استهدف سوق رحيماوه شمالي مدينة كركوك وأدت جميعا إلى قتل 34 شخصا وإصابة اكثر من 127 آخرين حالة عدد منهم خطرة «. وأوضحت أن الأجهزة الأمنية فرضت إجراءات أمنية مشددة في كركوك فيما اكتظت المستشفيات بالجرحى والضحايا.
وفي سياق آخر اتهم علي حاتم السليمان أحد أمراء عشائر الدليم أمس السبت رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وإيران بارتكاب «مجزرة ديالى» التي قتل فيها عشرات المصلين، وقال حاتم في مؤتمر صحفي عقده في اربيل إن الميليشيات الطائفية وبإسناد من قوات سوات ومعهم قوات إيرانية ترتكب ابشع مجزرة في التاريخ، هذه الجريمة لا تقل خطوة عن الجرائم التي ترتكبها المنظمات الإرهابية مطالبا جميع السياسيين السنة بالانسحاب الفوري من العملية السياسية بشكل واضح وعدم الرجوع إلى العملية السياسية إلا بعد الثأر. وشدد بالقول «إحالة المالكي وأركان حكومته إلى العدالة الدولية ومحاكمتهم على جميع جرائمهم بحق الإنسانية، لان جميع ما يجري في العراق الآن نتيجة سياساته الطائفية.
من جهتها أفادت مصادر في الشرطة العراقية السبت بأن عددا من الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير استهدف وكالة الاستخبارات وسط بغداد، وأدى انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل سيارة يستقلها مدنيان لدى مرورها قرب وكالة الاستخبارات بمنطقة العرصات وسط بغداد، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.. ويذكر أن العاصمة بغداد تشهد أعمال عنف بشكل شبه مستمر، تتمثل بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ولاصقة، تسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، فضلاً عن حصول حوادث أخرى تحمل طابعاً جنائياً، إلى جانب حوادث اختطاف بهدف الحصول على مبالغ مالية.. بموازاة ذلك ندد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق السبت بجريمة مسجد مصعب بن عمير التي راح ضحيتها 70 مصليا شمال بغداد، مؤكدا أن مفاوضات تشكيل الحكومة لن تتوقف. وقال الجبوري الذي يتزعم كتلة «ديالى هويتنا» في مؤتمر صحافي»لا يسعني، إلا أن اقف موقف المدافع عن عملية تشكيل الحكومة، وإجراء المفاوضات ضمن السقف الزمني». وعبر عن اعتقاده أن «تشكيل الحكومة الجديدة «هو واحد من السبل، التي نستطيع من خلالها أن ندرأ المشكلات الأمنية». واضاف أن «العملية التفاوضية، لها مجراها، من حق الكتل السياسية أن تعبر عن مواقفها، أن تجمد أو تعلق، لكن نعتقد كمجلس نواب أن هناك سياقات دستورية يجب أن تحترم، ويقف مجلس النواب حريصا أمام احترام المدد الزمنية التي وضعت في هذا الإطار». واعلن الجبوري تشكيل لجنة تحقيق يشارك فيها أعضاء من مجلس النواب ستقدم تقريرها في غضون 48 ساعة.
إلى ذلك أعلنت الرئاسة الفرنسية السبت اثر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم أن بغداد «تدعم» الاقتراح الفرنسي لعقد «مؤتمر دولي» حول الأمن في العراق. وقال بيان الرئاسة الفرنسة إن هولاند «أكد اقتراحه بتنظيم مؤتمر دولي حول هذا الموضوع البالغ الأهمية في اقرب الآجال. وشكره رئيس جمهورية العراق على ذلك معبرا له عن دعمه». وأوضح البيان أن فرنسا والعراق «ستعملان معا (لعقد المؤتمر) مع إشراك جميع الفاعلين فيه».