يفتح رسمياً غداً الجمعة باب الترشح للانتخابات التشريعية التي ينتظر إجراؤها يوم 23 نوفمبر المقبل، في إجواء سياسية متوترة جداً غلب عليها الصراع الحزبي بين أبناء التيار الواحد على خلفية ترشيحات رآها بعض غير مناسبة تدخل في خانة نكران الجميل لمناضلين قدموا الكثير لأحزابهم في ظرف صعب تمر به البلاد. وقد بدأت الأحزاب السياسية والائتلافات الانتخابية وأيضاً القائمات المستقلة في إعداد قوائمها الانتخابية، لكن يبدو بحسب هذه القائمات أن أغلب الأحزاب لن تشارك في كل الدوائر الانتخابية، في المقابل تستعد الشخصيات الوطنية والسياسية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، فمنها من أعلن عن ترشحه ومنها من لم يعلن ذلك حتى الآن، حيث بلغ عدد المرشحين للرئاسية حتى يوم أمس الأربعاء 42 مرشحاً 4 منهم من النساء، فيما تأكد ترشح 68 حزباً و3 قوائم مستقلة للانتخابات التشريعية.
ويعتقد المتابعون للشأن المحلي بأن الأحزاب الكبرى هي التي تمر بأحلك فتراتها، إذ يهزها صراع داخلي قد تكون تداعياته على حظوظها الانتخابية سلبية جداً، ناهيك من أن حزباً كنداء تونس الذي شهد هذا العام (عامه الثاني في الوجود) هزات متتالية كادت تعصف بوحدته لولا حنكة زعيمه الباجي قائد السبسي الذي عرف كيف يعيد للسفينة توازنها وسط الأمواج المتلاطمة، إذ يعيش هذه الأيام حالة من الغليان والرفض التام لمقررات قيادته التي أفرزت ترشيح أسماء على حساب أسماء أخرى سخرت طوال العامين الماضيين كل أوقاتها لخدمة النداء وتوسيع انتشاره في الجهات.
فقد كان إصدار القائمات الانتخابية لحزب نداء تونس كبقية الأحزاب الكبرى الأخرى عملية مخاض عسير أمكن الحسم فيها بعد أن بلغ صراع الأجنحة ذروته بين القيادات الندائية خاصة على خلفية ترشيح ابن السبسي على رأس أهم دائرة انتخابية بالعاصمة تونس. والحقيقة أنه ما كان يمكن تجاوز الحرب الكلامية لو لا حنكة زعيم النداء الباجي قائد السبسي ونائبه محمد الناصر وقدرتهما على المناورة وتطويق الأزمات خاصة وقد خبر العمل الحزبي جيداً منذ عشرات السنين أيام الحزب الاشتراكي الدستوري.أمنياً، وفيما تتواصل عمليات تمشيط كافة الجبال الموجودة على التراب التونسي وخاصة منها الواقعة على الحدود شمالاً ووسطاً مع الجارة الجزائرن وبشكل أشد دقة جنوباً مع ليبيا، أعلن هنا عن إصابة جندي برصاص عناصر إرهابية تفطنت إلى وجودها إحدى الدوريات العسكرية بأحد مرتفعات جبل الشعانبي من محافظة القصرين الجنوبية، فقامت بتعقبها وحدث تبادل لإطلاق النار بين الطرفين إدى إلى إصابة أحد العناصر العسكرية، فيما لاذت المجموعة المسلحة بالفرار مستندة إلى معرفتها الدقيقة بمخابئ الجبل ومغاوره المتعددة.