تابعت قبل أيام نقاشا في إحدى القنوات الفضائية الشعبية، لم أكن أتمنى أن أصفه بالعقيم بين شخص أمضى سنوات طويلة في الساحة الشعبية، أيا كان حكم الآخرين على ما في جعبته من فكر وشعر، (ويفترض أن يرى الأمور من زواياها)، وبين شاعر شاب في سن أبنائه، وتفاجأت باستعلائية غير مبررة، وصلافة تافهة، وكأن ما يستمتع به الأخير من حضور هو على حساب الأول تحديداً!!
وقد ذكرتني هذه التفاهة بحرب ممثلات الستينيات والسبعينيات على زميلاتهن، وإن كان لمنافستهن ما يبررها من تفاوت جمال الوجه، والقوام والكاريزما..!
ففي المقابل ما الذي يدفع المشار إليه لسلبية كهذه؟! وهل غاب عن فطنته أننا في زمن توثيق الجوجل واليوتيوب، وأن أي شخص، يستطيع في ثوان معدودة أن يشاهد مثل هذه التجاوزات التي بلا شك لا تليق.. إن التميز في الشعر غير مرتبط بجيل ولسنا بصدد الخوض في حرب الأجيال في مجال يحتكم (للمنظور النقدي) فيما يحسب للشاعر أو عليه، أما العوامل الأخرى لجماهيرية الشاعر وقبول الناس له وفنه في أسلوب التخاطب ورقيه في تعاطيه مع الآخر من عدمه، فهذا أمر آخر بعيد عن القصيدة، ولكنه يدور في فلكها وإن لم يقاسمها الخضوع لأدوات الناقد الفنية، ولأن (الشخصنة ليست غاية لأي جادٍّ منصف من جهة) ومن جهة أخرى لأن (الرصد هو أولى خطوات العلاج)، فإنني أتمنى عدم تكرار مثل هذا التصرف المخجل الذي جرّ على الساحة الشعبية أوصافا كانت في غنى عنها (المهايط، وطمر العقوم، وتمعّط روس السوالف، والناس ما يخفاها شيء).
وقفة للشيخ راكان بن حثلين رحمه الله:
الصدق يظهر من حباله رديّه
والكذب يقطع من حباله متاني