تصاعدت وتيرة الاشتباكات في الجوف شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء أمس السبت بين الحوثيين (أنصار الله) وقبائل موالية لحزب التجمع اليمني من أجل الإصلاح. وقال مصدر محلي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى سقطوا خلال تلك المواجهات، موضحاً أن أعدادهم لم تحصر حتى الوقت الحالي.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات توسعت السبت من منطقة الغيل إلى منطقة الصفراء الخط الرئيسي بين محافظتي صنعاء والجوف؛ الأمر الذي حال دون تمكُّن العديد من المواطنين من التنقل بين المحافظتين.
وقال مبارك العبادي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في الجوف لـ (د.ب.أ) إن الحوثيين استطاعوا اليوم السيطرة على منطقة الحجر في الجوف الواقعة بين مفرق مأرب والجوف.
وتُعتبر مدينة مأرب شمال اليمن من المناطق الغنية بالنفط؛ إذ يقع فيها خط أنابيب مأرب، وهو الخط الرئيسي للنفط في اليمن.
وأشار العبادي إلى أن القبائل لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على مناطق أخرى، موضحاً أن العديد منهم وصلوا الخميس الماضي إلى الجوف، وانتشروا على نطاق مواقع الاشتباكات بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة للدفاع عن أرضهم.
وتصاعدت وتيرة الاشتباكات بعد انسحاب لجنة الوساطة الخميس الماضي. وأوضح العبادي أن المواجهات الآن بين طرفين لا يوجد بينهما طرف ثالث ليحاول تهدئة الوضع، وقال: «في الوقت الحالي من يستطيع فرض سيطرته على الجوف هو من سيوقف النزاع، ولن يحدث ذلك إلا بعد مواصلة الاشتباكات المسلحة».
وعلى إثر تلك المواجهات لا يزال النزوح مستمراً من المناطق التي تشهد اشتباكات مسلحة في الجوف خوفاً من الموت.
ويقول عمر النميم ناشط مدني إن أعداد النازحين من الغيل وصلت إلى ما يقارب الـ 600 أسرة، ولا يزال العدد قابلاً للزيادة مع استمرار المواجهات المسلحة.
وأوضح لـ(د.ب.أ) أن العديد من النازحين يقبعون في مخيمات ومدارس في منطقة الحزم والخلق، وغيرها من المناطق المجاورة داخل الجوف.
وأشار إلى أن أوضاع النازحين متدهورة للغاية؛ إذ لا توجد مساعدات تصلهم من قبل المنظمات، إضافة إلى أن المدارس ستفتح أبوابها الشهر القادم؛ الأمر الذي سيستدعي إخراج النازحين منها.
ودعا النميم منظمات المجتمع المدني لمد يد العون للنازحين؛ كونهم لا يملكون شيئاً، ويعيش عدد منهم في الوديان والمزراع دون مساكن تؤويهم.