لكلمة (ثقافة) دلالات مهمة ومتنوعة وثرية، وكل من حاز كلمة مثقف فهو من الصفوة التي يعول عليها في تطور المجتمعات في مختلف الحقب التاريخية.
وتعني كلمة ثقافة في اللغة العربية صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي لسان العرب ثقف نفسه، أي صار حاذقاً خفيفاً فطناً، وثقفه تثقيفاً أي سواه، وثقف الرمح، تعني سواه وقومه.
أما في الثقافات الأخرى فهي تعني الانضباط بالسلوك والوعي بالقيم والمفاهيم العامة للكون والحياة.
ويرى ماثيو آرنولد Matthew Arnold تناقضاً بين كل من مفهومي «الثقافة» و»الفوضى السياسية»؛ مقلداً في ذلك عدداً من الفلاسفة الآخرين مثل توماس هوبس وجاك روسو. لأن الثقافة تعني الوعي والقيم المتحضرة التي تسهم في تطور المجتمع ورقيه ونبذ كل سلوك أو اتجاه فوضوي. ثم تطور مفهوم الثقافة في علم الأنثروبولوجيا، ليشمل بذلك كل الظواهر البشرية بدون استثناء وتشمل كل ما توارثه البشر من علوم وسلوكيات ومفاهيم.
وتفسر الثقافة بأنها:
1- نبوغ القدرة الإنسانية لحد يجعلها تصنف وتبين الخبرات والتجارب بطريقة رمزية، ومن ثم التصرف على هذا الأساس بطريقة إبداعية وخلاقة.
2- هي الممارسات والطرق المتباينة للمجاميع البشرية الذين يعيشون في أرجاء مختلفة من العالم والتي توضح وتصنف بدورها خبراتهم، والتي تؤثر بشكل كبير على تميز تصرفاتهم.
وفق هذا التفسير اللغوي والأنثروبولوجي فإن المثقف هو الإنسان المتحضر الذي يسهم في تطوير مجتمعه ويدعم القيم النابذة للفوضى والعنف الواعي جداً بمنظومة الأخلاق والسلوك المنضبط.