رحب المجتمع الدولي بتكليف رئيس وزراء جديد في العراق على أمل خروجه سريعا من الأزمات، خصوصا في مواجهة الهجمات التي يشنها المسلحون الإرهابيون الذين باتوا يسيطرون على مساحات واسعة في البلاد.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في شمال العراق بحيث يحاول الغربيون زيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين بعد فرار مئات آلاف منهم أمام تقدم الجماعات الإرهابية الذين استولوا على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشرقه منذ التاسع من حزيران- يونيو.
وأعلنت المفوضية الأوروبية الثلاثاء أنها ستمنح خمسة ملايين يورو إضافية إلى العراق الذي يواجه أزمة إنسانية خطيرة، وبذلك ترتفع مساعدة المفوضية الأوروبية للعراق إلى 17 مليون يورو في العام 2014.
من جهتها، أعلنت بريطانيا الثلاثاء أنها ستنقل معدات عسكرية من دول أخرى إلى القوات الكردية التي تقاتل الجماعات الإرهابية في شمال العراق، كما سترسل طوافات من طراز شينوك لدعم مهمة تقديم المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد آخر، تحطمت مروحية عراقية أثناء إجلاء نازحين ايزيديين في جبل سنجار ما أدى إلى مقتل أحد أفراد الطاقم وجرح خمسة بينهم النائبة الايزيدية فيان دخيل بالإضافة إلى صحافية من نيويورك تايمز ومصور يعمل لحسابها.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن «مروحية من طراز مي 17 كانت تنقل مساعدات لنازحين ايزيديين في جبل سنجار، شمال غرب العراق، سقطت بسبب تهافت النازحين وزيادة معدل الحمولة فيها».
وبعد واشنطن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا، رحبت الجامعة العربية بتعيين حيدر العبادي رئيسا للوزراء، حيث عبر الأمين العام للجامعة العربية عن أمله «بتشكيل حكومة وطنية شاملة تمثل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي».
وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الثلاثاء رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على تشكيل حكومة وحدة وطنية «بأسرع وقت ممكن» مؤكدا استعداد بلاده «لدعم حكومة عراقية جديدة تجمع كل الأطراف وخصوصا في قتالها المسلحين الإرهابيين».
وأمام العبادي الذي كلفه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الاثنين، ثلاثين يوما لتشكيل حكومة للبلاد التي تمزقها توترات طائفية حادة.
بموازاة ذلك أمر رئيس الوزراء السابق أنور المالكي أمس الثلاثاء القوات الأمنية بعدم التدخل في «الأزمة السياسية التي تمر بالبلاد إثر تكليف العبادي»، حيث بات المالكي أكثر عزلة من أي وقت مضى بعدما تخلى عنه غالبية حلفائه وأعضاء ائتلافه السياسي الذين اتهموه بالسير بالبلاد نحو الطائفية السياسية والاستبداد.
وفي هذا الشأن، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء أن على قوات الأمن العراقية ألا تتدخل في الأزمة السياسية في البلاد.
وقال بان كي مون للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه «من الضروري أن تمتنع قوات الأمن عن التدخل في العملية السياسية».
إلى ذلك واصلت الولايات المتحدة التي سحبت آخر جنودها من العراق نهاية عام 2011، توجيه ضربات جوية ضد أوكار وتجمعات الجماعات المسلحة في شمال البلاد.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية الأميركية التي تغطي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أن «طائرة من دون طيار أميركية دمرت الثلاثاء مدفع هاون يستخدمه الإرهابيون ضد القوات الكردية».