أدانت جامعة الدول العربية، بشدة الجرائم وأعمال القتل والتهجير التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي ضد المدنيين والأقليات في العراق، والتي أصابت مسيحيي الموصل والايزيديين وغيرهم من المكونات الحضارية الأساسية العرقية والدينية للشعب العراقي، وبالخصوص التقارير التي تحدثت مؤخراً عن ارتكاب مجزرة كُبرى بحق أبناء الطائفة الايزيدية أدت إلى مقتل أكثر من 500 وتهجير 20 ألف منهم.
وأكدت الجامعة في بيان لأمينها العام الدكتور نبيل العربي، على أن هذه الجرائم الإرهابية الممنهجة التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي تُعدّ جرائم ضد الإنسانية لا ينبغي التغاضي عنها، ويجب محاسبة مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة الدولية.
ودعا العربي، كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية إلى تكثيف الجهود من أجل مساعدة العراق على الخروج من نفق الأزمة الراهنة وتوفير الحماية اللازمة للأقليات العراقية وصيانة الحقوق الدينية والعرقية والمذهبية لجميع أبناء الشعب العراقي دون تمييز، وبما يحفظ للعراق وحدته وسيادته واستقلاله.
وناشد الأمين العام مُجدّداً جميع الأطراف العراقية توحيد كلمتهم في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي، والعمل معاً لإنجاز الاستحقاقات الدستورية المتبقية، وإلى سرعة التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة، باعتبارها الضامن الأساسي لوحدة العراق وأمنه واستقراره.
في غضون ذلك سيطر عناصر المسلحين فجر أمس الاثنين على ناحية جلولاء في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بعد اشتباكات مع قوات كردية قتل خلالها عشرة وجرح أكثر من ثمانين من عناصر البشمركة الكردية، حسبما أفادت مصادر أمنية وكالة فرانس برس. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن المسلحين سيطروا فجر أمس (الاثنين) على ناحية جلولاء (130 كلم شمال شرق بغداد) بعد اشتباكات امتدت على مدى اليومين الماضيين». وأضاف «قتل خلال الاشتباكات عشرة من عناصر البشمركة (القوات الكردية) وأصيب أكثر من ثمانين بجروح». وأكد ضابط برتبة رائد في الجيش سيطرة المسلحين على الناحية بعد اشتباكات تخللها انفجار سيارة مفخخة وسط جلولاء ليلة أول امس الأحد أدى الى مقتل وإصابة عدد من عناصر البشمركة. وأكد نقيب في الشرطة سيطرة المسلحين على جلولاء فجر أمس الاثنين بعد تصاعد الاشتباكات. وفي الوقت نفسه، تواصل قوات كردية بدعم من الطيران الأميركي تنفيذ هجمات متلاحقة ضد مخابئ المسلحين
في شمال العراق.
من جهة أخرى ذكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الاثنين، أن تشكيل حكومة عراقية مسألة حاسمة لتحقيق الاستقرار وحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ألا يؤجج التوتر السياسي. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الزعماء السياسيين في العراق على إنهاء خلافاتهم الطائفية وتشكيل حكومة تشمل كل الأطياف، ويمكنها توحيد العراقيين ضد المقاتلين والمسلحين الإرهابيين. وشنت الولايات المتحدة ضربات جوية في العراق لثلاثة أيام متتالية وكثفت من دعمها للقوات الكردية للتصدي لتقدم المسلحين في شمال البلاد. وقال كيري للصحفيين في سيدني قبل إجراء المشاورات الوزارية السنوية بين الولايات المتحدة وأستراليا إن «عملية تشكيل الحكومة مهمة فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار والهدوء في العراق وأملنا هو ألا يثير السيد المالكي القلاقل.»