تعاني المساجد في العالم، وخاصة في أمريكا من شح كبير في عدد الأئمة المؤهلين، وفي تقرير صحفي قال نعمان علي خان رئيس معهد «البينة» لتعليم اللغة العربية في مدينة دالاس إن غالبية المساجد في الولايات المتحدة تعاني شحاً في عدد الأئمة، وأن الإمامة أصبحت تشكل أزمة كبيرة في كثير من المساجد. ويؤكد على أن غالبية الموجودين حالياً مولودون ومتعلمون في الخارج»، و»4 من كل 5 أئمة يأتون من دول مثل السعودية ومصر، ولا يملكون خلفية كبيرة حول أسلوب الحياة داخل المجتمع الأمريكي». وفي دراسة أخرى أشارت الى أن 44% فقط من الأئمة رسميون ويتقاضون أتعاباً على الاعتناء بالمساجد فيما تقف بقية المساجد على المتبرعين وأهل الخير الذين يتكفلون بإمامة المسلمين دون مقابل».
المساجد زاد عددها بنسبة 74% عما كانت عليه قبل عشر سنوات؛ الأمر الذي ولد نقصاً حاداً لتغطية احتياج هذه المساجد من الأئمة. المشلكة الكبيرة للائمة من خارج أمريكا هي اللغة والتي تمثل عائقا للتواصل مع المسلمين غير العرب.
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مشكورة ترسل سنويا عددا من الائمة وطلبة العلم بلغ عددهم هذا العام ستين إماما توجهوا الى خمس وثلاثون دولة حول العالم خلال أيام شهر رمضان المبارك في الفروض الخمسة، وصلاتي التراويح والقيام، ضمن برنامج الإمامة الذي تنفذه وتشرف عليه الوزارة منذ سنوات بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.
ومع أن هذا جهد مشكور من الوزارة إلا أن هذا لايكفي فالاحتياج أكبر من ذلك. ولا يتناسب هذا العدد، وهذا الجهد مع رسالة المملكة ومسؤوليتها تجاه المسلمين في العالم.
فبعض المساجد لأن ليس له إمام ثابت أصبح مرتعا لتجارب المجتهدين وغير المؤهلين للإمامة! بل تسيطر عليه جماعات البدع والخزعبلات والطرق الغريبة! وعن تجربة شخصية في مدينة بولدر بولاية كولورادو هناك مسجد كبير ليس له امام ثابت يتناوب عليه مجتهدون يخطبون خطبا غاية في السطحية، وفي بولدر كان للأئمة السعوديين حضور كبير، ولقد روى لي أحد الإخوة العرب أن مسجد بولدر القديم شهد زيارات من الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، مضيفا اننا عندما كان الائمة ياتون من السعودية كنا بخير، وكان يشير الى كثرة الخلافات والصراعات التي اطلعت على شيء منها! وقد قمت بنفسي بفض اشتباك يدوي بين اثنين من الاخوة العرب اللذين يريدان الفوز بالإمامة، وكان ذلك بعد الاقامة لصلاة المغرب وفي شهر رمضان!!
والمساجد حول العالم تحتاج للدعم المادي والإشراف المباشر من قبل الوزارة أو غيرها من الجهات ذات العلاقة التي يمكن لها ارسال أئمة يتقنون لغة البلد أو تقوم بتدريهم وتهيئتهم، وانا اثق أن الوزارة مع جهات إسلامية أخرى لديها القدرة أن تقوم بهذه المهمة على خير وجه، خاصة وانها تجد الدعم الكامل لهذا التوجه من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.