قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سرّح 30 ألف جندي احتياط من ضمن من تم استدعاؤهم لشن الحرب الأخيرة البرية على غزة. من ناحيته حاول قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي «سامي ترجمان» إقناع سكان المنطقة الجنوبية «غلاف غزة» بالعودة إلى منازلهم وأن المنطقة باتت أمنة.
وقال: أعتقد بأن المنطقة آمنة ويمكن للسكان أن يعودوا إليها وأن يعملوا مجدداً في حقولهم ويعيشوا حياتهم الطبيعية كما كانوا قبل الحرب. وأضاف في باب إقناع هؤلاء بالعودة وتخفيف حالة الرعب التي سببتها أنفاق المقاومة الفلسطينية بغزة: سنبقي قوات عسكرية في المنطقة ونتعهد بأن نهدم وندمر كل نفق تصلنا معلومات عن مكانه ولن نتردد في ذلك. هذا واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف، أفيغدور ليبرمان أن ما صدر عن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عدم موافقته على تمديد الهدنة «ابتزاز سياسي واضح»، مشيراً إلى أن إسرائيل جاهزة لكافة الاحتمالات بما فيها تجدد القتال.. وجاءت أقوال ليبرمان عبر مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.
وثمَّن ليبرمان الدور الأمريكي الداعم لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، وكذلك على موقفها في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والتي منعت اتخاذ قرارات خطيرة ضد إسرائيل. إلى ذلك، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية «أوفير جندلمان» إن إسرائيل تشترط نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مقابل الموافقة على إعادة إعمار القطاع المحاصر. وأضاف جندلمان في تصريحات صحفية أن الحكومة الإسرائيلية ربطت ملف إعادة إعمار قطاع غزة بنزع أسلحة المقاومة الفلسطينية. وخلّف العدوان الصهيوني دماراً هائلاً في البنية التحتية لقطاع غزة ودمر أكثر من 10 آلاف منزل إضافة إلى تدمير الأبنية الحكومية والجامعات والمدارس والمساجد الأمر الذي يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال. بدوره عبَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه للجهود المصرية الجارية في القاهرة للتوسط إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال: إن من المهم التأكد من أن الهدنة المؤقتة الحالية ستصمد. وأكد أوباما في معرض حديثه خلال مؤتمر صحفي بعد قمة أفريقية في واشنطن أنه لا يمكن بقاء قطاع غزة محاصراً ومغلقاً أمام العالم، ويجب إعطاء أمل لسكان قطاع غزة وليس لحركة حماس، مؤكداً على ضرورة إيجاد صيتضمن عدم تحول قطاع غزة لقاعدة لانطلاق عمليات جديدة ضد إسرائيل، مشيراً إلى أنه في حال إيجاد هذه الصيغ والضمانات لإسرائيل فإنه بالإمكان فتح قطاع غزة على العالم. وأضاف أنه يجب إعادة إعمار وبناء قطاع غزة، مؤكداً بأن ذلك يواجه صعوبات وسيحتاج لوقت ولكن يجب إعطاء الأمل لسكان قطاع غزة، مضيفاً أنه يجب أن تكون السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس جزءاً أساسياً في إعادة بناء قطاع غزة، ملمحاً إلى أنه يتوجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إعادة النظر في علاقته بالسلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني «أبو مازن.» وعلى الجهة المقابلة، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس - عزت الرشق أن الوفد الفلسطيني إلى القاهرة لبحث وقف دائم لإطلاق النار بغزة لم يتلق رداً رسمياً إسرائيلياً على المطالب التي تقدم بها إلى الجانب المصري.وأوضح الرشق في تصريح تلفزيوني أن الوفد الفلسطيني قدم مطالبه إلى الجانب المصري الذي بدوره سيعرضها على الإسرائيليين للتفاوض عليها.. لكن الرشق شدد على تمسك الوفد الفلسطيني بكافة المطالب التي قدمها المتمثلة برفع الحصار عن قطاع غزة والإفراج عن الأسرى وإقامة الميناء البحري والجوي وفتح ممر بين الضفة وغزة. وقال الرشق: إن هذه مطالب الشعب الفلسطيني كاملاً، كل حرف فيها عمد بالدم الفلسطيني الزكي، ودفع ثمنه أبناء قطاع غزة بدمار مئات المنازل والمساجد إضافة إلى البنى التحتية. وحول تمديد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أمس الأول الثلاثاء لمدة 72 ساعة، قال الرشق: إن قرار التمديد تتخذه الفصائل على الأرض ويعتمد على مجريات المفاوضات.. ولفت إلى أن إسرائيل معنية بالوصول إلى اتفاق خاصة بعد هزيمتها أمام المقاومة وانتصار شعبنا. وحذر الرشق من محاولة الاحتلال المماطلة بمطالب الشعب الفلسطيني، لأن المقاومة الفلسطينية جاهزة ويدها على الزناد للعودة للقتال. وحول الهدنة، قال المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية» أوفير جندلمان» إن إسرائيل معنية بالوصول إلى تهدئة طويلة الأمد ولكن الموضوع مرتبط بمدى احترام حماس للهدنة الحالية التي تمتد لمدة 72 ساعة ودخلت حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء. ووصل مساء الثلاثاء وفد إسرائيلي رفيع المستوى إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني بوساطة مصرية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق نار في غزة.