على غفلة من العالم العربي ظهر تنظيم عجيب يدعي أتباعه انهم جماعة تنتمي للإسلام وتعيد سيرة الخلافة الإسلامية، معلنين أحدهم خليفة للمسلمين مبايعين له بالولاء والسمع والطاعة.
دون سابق إنذار ودون مقدمات فاجأتنا شاشات التلفاز بهم، بأفراد وجماعات يحملون أعلاما سوداء كتبوا عليها راية التوحيد بخط متخلف بعصور على عصرنا هذا، ويرتدون ثيابا من أزمان مضت لا نكاد نراها إلا في المسلسلات التاريخية التي تعرض في وطننا العربي في المناسبات الدينية، والتي تقمصت داعش (الحركة التكفيرية) شخوصها مع فارق كبير أن اللعنة والخزي يلحق بأفكارهم التي أساءت للإسلام، وأيديهم الملطخة بدماء المسلمين، وأعمالهم التي شوهت صورة الإسلام عند الآخر، وقد أخذت من حكوماتنا ومفكرينا الجهد الكثير لتغييرها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي إن كنت أشك أن من فعلها عرب ومسلمون إلا انها جلبت الضرر الأكبر للعرب عالميا أبسطها في الحصول على التأشيرات، والإجراءات التي تعقدت على الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا أو الزائرين وطلبة العلم.
من هي داعش؟ وما هي أهدافها؟ ما المنبع الحقيقي لها؟ وما سبب ظهورها في هذا الوقت بالذات الذي تزلزلت فيه معظم الدول العربية أمنيا وشهدت ثورات وأزمات متلاحقة ثم صارت لقمة سهلة لأصحاب الغايات الاستعمارية؟
من هؤلاء القادمون باسم الدين يزعزعون قواعد الإسلام والأمن ويقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق، ويعيثون في الأرض فسادا؟ ويعتدون على أهل الذمة الذين كانت في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم معهم نماذج للإخوة والمحبة والتعايش والحوار!
من هؤلاء الذين يخطفون أبناءنا وشبابنا ويحشون عقولهم بالأكاذيب والتفاهات والقتل والانتقام من الآمنين!
من داعش التي تحشد قواها وفوهة مدافعها وقذائفها وبنادقها للآمنين والأبرياء من البشر المسلمين منهم خاصة!
تلك التي تتجاهل العدو الحقيقي الذي دمر الارض والبشر في فلسطين وتستغل الوقت الصعب الذي تمر به أمتنا الإسلامية!
ما هي حقيقة داعش وما هو منبعها الحقيقي؟ هل هي حركة أوجدتها المنظمات الإرهابية الصهيونية وزرعتها كالألغام في قلب عالمنا العربي لتنفيذ خططها القديمة الجديدة وتقسيم دولنا الى دويلات استعمارية؟ وتخريب عقول شبابنا؟
أم هي خطة وضيعة لإيران وأنصارها لتحقيق مآربهم التي لم تستطع السنوات الماضية وكل ما فعلوا لتحقيقه!
أتى أولئك بفكر فارسي يرتدون عباءة الاسلام الذي هو منهم براء، وحاولوا بشتى الطرق ضعضعة بلاد المقدسات ثم حرب العراق التي أرهقت الجسد العربي وأغفلت الأمة عن عدوها الحقيقي وقسمت المسلمين بين شيعة وسنة، وقد رأينا العراق بكل مجدها ونخيلها وحضارة النهرين ومجد الأجداد تضيعه الأيادي الغاشمة لتتحول العراق ولاية إيرانية متناحرة قبائلها ومذاهبها بعد أن كانت دولة واحدة مؤتلفة أركانها.
الحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض ولا يقتلون بعضهم البعض»
هكذا دون التاريخ للمفكر بول فاليغي، وهذا ما يحدث الان، لعبة خطيرة نجهل الأيادي التي تحركها، لكننا نعي جيدا بعد ما حدث ماذا يمكن أن تخلفه بعدما خربت المدن وقتل الأبرياء واستُهدف شبابنا وضلوا على أيديهم .
كانت الكلمة الفصل لمليكنا عبدالله بن عبدالعزيز التي أدان فيها الإرهاب بكل وجوهه، وهي دعوة لأهل الفكر والعلم أن تكون لديهم المقدرة والقدرة على إيقاظ شبابنا وتوعية المجتمع مما يحدق به، وتكاتف كل طوائفه لنكون سدا قويا في وجه الأعداء والمتربصين بأمتنا.
من أول البحر
نعتذر منك غزة..
تلك التي أهدر دمها، ورحل أبطالها إلى الفردوس، وارتقت أرواح أطفالها الى السماء تحلق مع الملائكة..
غزة التي اغترب بحرها واكفهرت سماؤها،
تقاتل كالأبطال وتقاوم بضراوة.
لا يجزع أهل غزة ولا يهنوا، يسكبون حزنهم في البحر وينشدون للحياة.
هم المبشرون بالنصر ونحن جبنا أمامهم، فالعذر منكم، ومن كل الأطفال الذين تحولت جثثهم إلى أزهار تنبت في أرض أوطانهم وتزهر خلودا.
ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى
وأن اشهد اللذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لاتسطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي