منذ أكثر من ثمانين عاما على إنشائه لا يزال تنظيم ما يسمى الإخوان المسلمين، على الرغم من نشاطه السري والعلني لم يقدم أي شيء من شأنه مصلحة للعرب والمسلمين، فيما عدا سعيه الحثيث للوصول إلى سدة الحكم في مصر على وجه التحديد، على أمل أن يجعل منها المنبر والمنطلق لتسويق أيديولوجيته المشبوهة والمرفوضة ليس من قبل الشعب المصري بل ومن قبل بقيه الشعوب العربية الأخرى، وان وجد من حسني النية من قد يرى إمكانية أن تتاح الفرصة لهذا التيار ليمارس تجربته في حال أتيح له مثل ذلك الذي حدث بالفعل، وان صار ضمن ظروف لا يخفى ما صار فيها من مواقف ساعدت على وصول هذا التنظيم إلى الحكم، وليفاجأ من كان مؤيدا ومن كان معارضا بمدى الفشل وعدم قدرة عناصر قيادات الإخوان المسلمين على توفير حتى ما دون الحد الأدنى من القدرة على إدارة شؤون البلد، حين صار انصراف التنظيم لابتلاع الدولة برمتها بما في ذلك الاستحواذ الكامل على الحكم، ليس هذا فحسب بل وتهميش الآخرين وإلغاء دورهم، الانصراف بالدولة إلى حيث ذلك المآل الغامض والمجهول، وان بدا منه ما صار من إبراز لما كان من علاقات كانت خفية مع اشد حكومات العالم كرها للعرب والمسلمين، الأمر الذي تحرك الشعب المصري بسببه لإنقاذ مصر والأمة العربية من مخاطره ومما كان سيحدثه من دمار بما في ذلك إدخالها في أتون حروب لا تهدأ لها حال، ما يجعل الفرصة مواتية للتدخلات الأجنبية وبما يحقق بداية النجاح لدعاة ومنظري ما يسمى الفوضى الخلاقة، لكنهم أرادوا وأراد الله غير مرادهم، وكان بفضل الله إنقاذ مصر العروبة والإسلام من كيد كاد أن يؤدي بها وبالعرب جميعا إلى ما لا تحمد عقباه.
وها هي مصر الوفاء والكبرياء وقد وضعت يدها في يد شقيقتها المملكة العربية السعودية لتقودان الأمة إلى التوحد والاستقواء لمواجهة استهدافات الأعداء المتربصين بالأمة، مما لا شك أن لهم المطامع في إشعال الحروب بين أبنائها والحيلولة دون تقدمها لضمان تبعيتها لهم مثلما لهم من أطماع في الاستحواذ على ثرواتها، ذلك كله لن يتحقق بحول الله وقوته، ثم بفضل القائد العظيم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأخيه عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، واللذين تتمنى لهما الأمة العربية التوفيق ليصلا بها إلى ما تصبو إليه.