بصراحة، أصبحت الرياضة في محيطنا الإقليمي وقد يمتد قاريًّا مرتبطة بالأحداث السياسيَّة، خاصة فيما تشهده المنطقة في الوقت الراهن، وقد بدت ملامح الأزمات الرياضيَّة تلوح في الأفق بداية من تأجيل بطولة الناشئين التي كان مقررًا أن تقام في دولة قطر. وبالرغم من أن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة هي للطبقة الفقيرة ودائمًا من نصيب فئة الشباب وكلتا الفئتين دائمًا ما تكونان بعيدتين كل البعد عن السياسة وعالمها المضطرب وبالرغم مما تشهده مناطق عدَّة من العالم من مشكلات سياسيَّة ونزاعات واضطرابات إلا أن الرياضة غالبًا لا تتأثر ولا يتم الاختلاف على منافساتها إلا لدينا وتحديدًا في محيطنا الإقليمي وبالتحديد خليجيًّا، فتركيبة المجتمع الخليجي تجعله دائمًا ما يتأثر بما يدور من حوله وتطغى العاطفة والانتماءات على اتِّخاذ القرار حتَّى ولو كان بعيداً كل البعد عن المجال نفسه، وإذا ما استمرت الأمور كما هو حاصل الآن فدورة الخليج 22 التي ستقام في نوفمبر القادم في العاصمة السعوديَّة الرياض مرشحة للتأجيل وعدم إقامتها في الوقت الحاضر لما تشهده المنطقة من اضطرابات وأزمات غير مسبوقة ولو أنني ومن وجهة نظري الشخصيَّة أن المسؤولين في جميع الدول مطالبون بعدم إقحام الرياضة ومنافساتها وتقارب شباب المنطقة وتجمعاتهم فيما يحدث من مشكلات ليس لشعوب المنطقة علاقة بها فكلي أمل أن تحضر الحكمة ولغة العقل في القيادات الرياضيَّة الخليجيَّة تحديدًا في أن يكونوا في مستوى المسؤولية وينأوا بالرياضة عن المشكلات برمتها.
زمن الشكاوى واستغلال الفرص
يَرَى معظم مديري الأعمال للاعبين وبعض من لهم مطالبات على الأندية وإداراتها أن الفرصة مواتية جدًا وفرصة مميزة لتقديم مطالبهم من خلال تقديم الشكاوى والاعتراضات لدى لجنة الاحتراف، حيث يعدّونها المتنفس الوحيد لهم لحصولهم على حقوقهم ومبالغهم الماليَّة، حيث إن أنظمة وقوانين لجنة الاحتراف تنص على عدم قبول تسجيل أيّ لاعب محترف سواء كان محليًّا أو أجنبيًّا إلا بعدما يكون النادي غير مطالب من أيّ جهة أيّ كانت ناديًّا أو مدير أعمال أو مدرِّبًا أو حتَّى لاعبًا ودائمًا ما يستغل أصحاب المطالبات فترة التسجيل ليحصلوا على مطالباتهم، وبالرغم من أن لجنة الاحتراف دائمًا ما يكون تركيزها على رواتب اللاعبين المسجلين وضمان وصولها لهم إلا أن يقع على عاتقها مسؤولية عدم تراكم الديون على إدارات الأندية من خلال إلزامها بعدم التسجيل إلا بعد خلو سجلها من أيّ شكوى أو مطالبة، فهل تقوم لجنة الاحتراف بعملها على أكمل وجه وتقفل جميع المطالبات والشكاوى التي على الأندية السعوديَّة المحترفة التي تعج معظمها بمطالبات وقضايا وصلت إلى أعلى سلطة رياضيَّة في العالم (فيفا) فكل رياضي ومحب لوطنه يأمل أن تحفل الأندية والرياضة السعوديَّة بصفة عامة بسيرة نظيفة وسمعة طيبة خالية من أيّ مشكلات على أيّ مستوى.
نقاط للتأمل:
- أسبوع فقط وتنطلق بداية المنافسة للموسم الجديد بداية من لقاء السوبر بين النصر والشباب الذي سيكون الاختبار الأول لاستعداد أيّ من الفريقين ولو أنني أرى أن النصر هو الأقرب عطفًا على ما يملكه لاعبوه من خبرة حتَّى أصبحوا لا يرضون إلا بالبطولات.
- إذا ما حقق فريق النصر بطولة السوبر فيحق لنا أن نطلق مسمى (سوبر ستار) الرياضة السعوديَّة للأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر الذي استطاع أن يعود بالعالمي من جديد إن لم يكن قد شهد ولادة فريق العالمي من البداية بعدما كان في ذمة الله وسيكون لي حديث عن هذا الأمر لاحقًا.
- مشكلة بعض الرياضيين السابقين والذين نصبوا أنفسهم محللين يريدون أن تسمع وتقبل وجهة نظرهم مهما كانت حتَّى وهم لا يجدون القبول من الطرف الثاني.
- يتميز الأمير فيصل بن تركي بعدة صفات إيجابيَّة، ومن أميزها أنه يدرك ويعرف الرجل النصوح والصادق الذي يهمه مصلحة فريقه وبين من يتطلَّع إلى مصالحه الشخصيَّة ويتميز بالأنانية وحب الذات.
- الأول تحول والأمور ليست كما كانت في السابق هذا ينطبق تمامًا على اللاعب العائد لفريقه الذي حاول لي ذراع إدارة ناديه لتقوم بتسديد ما عليه من التزامات حتَّى يتسنى له مرافقة الفريق ولكن العين الحمراء ورفض الطلب جعله هو من يقوم بانهاء مشكلته بنفسه بعدما أدرك أن زمن الدلال والمساومة قد ولى بلا رجعة.
- بعد هبوط نادي الاتفاق لمصاف أندية الدرجة الأولى تفتقد المنطقة الشرقية والرياضة السعوديَّة عامة لديربي المنطقة الشرقية وغياب المتعة والإثارة على أمل أن يعود فريق الاتفاق والقادسية والنهضة لمصاف الدوري الممتاز.
- يأمل الشارع الرياضي السعودي أن يسمع وبأسرع وقت عن اسم الناقل الرسمي لمنافساته الرياضيَّة؛ سواء الجديد أو استمرار القناة الرياضيَّة السعوديَّة خاصة أن انطلاق الدوري لم يتبق عليه سوى أقل من أسبوعين من الآن.
- أحرّ التعازي والمواساة لأبناء المرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود في وفاة والدتهم والعزاء موصول لسمو رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي على مصابهم الجلل، ندعو الله أن يغفر لها ويرحمها ويجعلها من المقبولين.
خاتمة:
انتهى شهر الغفران جعلنا الله وإياكم من المقبولين ورحم الله موتى المسلمين وأصلح الله أحوال بلاد الإسلام وأدام علينا نعمة الأمن والأمان وحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ونعمها وقيادتها وعلماءها.. اللَّهمَّ آمين.
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي.