الأخلاق الفاضلة هي من سمات البشر الذين ترتفع وترتقي بهم الأمم والشعوب، وهي صفات جميلة وعفيفة سامية ويكون صاحب الأخلاق الفاضلة مقبولاً لدى جميع الناس لما له من ذوق وفن في القدرة على التعامل مع الأفراد، ويكون صاحب الأخلاق الحميدة فاضلاً كريماً، ورحيما وقوراً صاحب مقدرة ومعرفة بأصناف البشر، ومتسامح مع أخطاء الآخرين، ويبتسم لك وهو في أحلك الظروف، فنجد من يتصف بتلك الصفات يكون صاحب عقل كبير وروح عالية، ويسعى دائماً أن تكون أخلاقه حميدة.. وأضرب مثلاً بقصة الخليفة المأمون (إنه ذات يوم نادى على غلامه، فصاح الغلام.. مال الغلام؟.. كلما هممت أن أطل أو أشرب أو أستريح قيل يا غلام.. فأطرق الخليفة المأمون برأسه قليلاً، حتى ظن جلساؤه أنه لابد أن يأمر بضرب رقبة الغلام.. ولكن الخليفة تركه ثم التفت إلى جلسائه ليقول لهم.. إن حسنت أخلاقنا ساءت أخلاق خدمنا.. وإن ساءت أخلاقنا حسنت أخلاق خدمنا، ونحن لا نرضى أن تسوء أخلاقنا.. لتحسن أخلاق خدمنا!)
فالفهم واليقظة والوعي والصبر وطول النفس من أهم صفات الرجال، صفات كثيرة ومواقف عديدة لا تجدها إلا في قلة من البشر ممن أعطوا بسخاء ونالوا شرف خدمة الوطن، ومن هؤلاء الرجال ملحان بن خالد بن مشاري بن بصيص، أمير الفوج «الثالث والعشرين» بحائل بوزارة الحرس الوطني والذي ترك المنصب بعد أن قدم الشيء الكثير من جهده ووقته وماله فكان محل ثقة ولاة الأمر.
عرفته إنساناً قوياً وقريباً إلى النفس ومن محبي الخير والمواقف الإنسانية، رجل الصحراء أخذ منها الوفاء والكرم والأخلاق الحسنة فقد بلغ الآفاق بسمو أخلاقه، فكلما تسامى الإنسان خلقيا تسامت شخصيته وتكاملت، ذلكم هو أبومشاري.. حفظه الله
... شخصية قيادية نادرة في هذا الزمن، يسأل عن الصغير قبل الكبير، ضحكته لاتفارقه وتعبر عن شخصية تحب الحياة.. فالأخلاق الحسنة مطلب لكل الناس، وهي تكون بالتربية الفاضلة وغرس القيم النبيلة في النشء، لذلك فإن المسؤولية الأولى والأخيرة في بناء الفرد هي الأسرة التي تقوم السلوك منذ البداية، عندما تكون التربية فاضلة ومستقيمة يخرج جيل للمجتمع يكون ذا أخلاق عالية ورفيعة وحميدة قادرة على القيادة، ويكون المجتمع راقيا ومتحضرا يعرف القيم الرفيعة السمحة.
القلم لا يستطيع أن يعدد خصال رجل كريم معطاء ومن أوفى الأوفياء، ولكن قلمي أبى إلا أن يشارك في ذكر مزايا رجل بمكانة أبي مشاري في قلوبنا وقلوب كل من عرفه عن قرب...
وفي الختام، لك منا أبا مشاري الحب والتقدير والاحترام على ما قدمته لوطنك وأهلك وكل من أحبك، سائلين الله أن يجعل ما قدمته في ميزان حسناتك.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.