السؤال الخطير..!!
فاصلة:
(لا توضع الحلقات الذهبية في كل الآذان المثقوبة)
-حكمة عالمية-
عندما كنا صغاراً قالوا لنا إننا في الحياة لنعبد الله لأن الإنسان خليفة الله في الأرض، لكنهم لم يخبرونا أن عبادة الله لا تقتصر على إقامة العبادات بل إنها إعمار الأرض.
لم ندرس في مدارسنا شيئاً من تكوين الرؤية لذواتنا ومن ثم لحياتنا فصرنا نمضي في الحياة مساقين إلى أقدار لم نصنعها مع أن الله أعطانا نعمه أن نصنع أقدارنا الخيرة ويباركها.
لذلك فأنا أعي تماماً أن وراء حكاية فشل إي مشروع في حياة أي إنسان هو عدم وضوح الهدف منه.
مشكلتنا أننا لا نسأل أنفسنا السؤال المهم لماذا؟..
لماذا أدرس هذا التخصص بالتحديد..
لماذا أعمل هذا العمل وليس عملاً آخر..
لماذا أريد أن أتزوج..
حياتنا هي مجموعة من النوايا التي نريد تحقيقها لكننا لسنا واضحين مع أنفسنا حول حقيقة أهدافنا، ولذلك نادراً ما تسأل شاباً لماذا فيجيب دون تردد أو حيرة وفي الغالب تكون إجابته لا أعلم.
الدول المتحضرة والمؤسسات المجتمعية المتطورة لابد أن تكون لديها رؤية واضحة للمستقبل بينما نحن لدينا مؤسسات كبرى ليس لديها إستراتيجية واضحة بسبب غياب الرؤية والتي هي مسألة هامة في نجاح أي عمل.
وكذلك الإنسان إذا لم تكن له في حياته رسالة عميقة ورؤيا واضحة فإنه من الصعب إن يعيش السعادة في تحقيق أهدافه.
نعاني من اللهاث والركض في هذه الحياة التي تستحق منا إن نتوقف لنتفكر في خلافة الإنسان في الأرض لأعمارها كما أراد الله.
أقابل كثير من الذين لديهم مشاريع تجارية أو يديرون مؤسسات كبرى ويتجاهلون إن الأساس في كل عمل النية والرؤية حتى يمكن أن تتولد الإستراتيجية.
حتى على المستوى الإنساني وحين يواجه البعض أي مشكلة فهو لا يسأل نفسه ماذا يريد، يدور فقط في دائرة الحديث عن تفاصيل المشكلة.
لو سأل كل منا نفسه لماذا فإنه سيتعرف على الخلطة السرية لإدارة حياته وبالتالي تحقيق أهدافه.
الأمر لا يحتاج إلا إلى توقف عن اللهاث وسؤال نفسك لماذا أفعل كل ما أفعل في حياتي؟..
وهل ما أفعله هو الذي أريد؟..
الأمر يستحق العناء.