وصف معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ كتاب: (حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته في ضوء الكتاب والسنة )، لمؤلفه الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي بأنه من المؤلفات المهمة التي فيها بيان حق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن معرفة ذلك والعمل به، هو من مضمون الإقرار له بالرسالة، والشهادة له بالرسالة من لازمها وشرطها (طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع).
جاء ذلك في مقدمة الكتاب - الذي اعتنى به وأعده للنشر عبدالجبار بن عبداللطيف بن محمد آل ماجد - وكتبها معالي الشيخ صالح آل الشيخ الذي واصل قائلاً: إن من أوجب الواجبات، وألزم المهمات ،أن يتعلم المسلم أصول دينه، ويتعرف عليها، فبمعرفتها يتحصل على تمام النجاة في الدارين، وبخلاف ذلك ومقداره يكون عطبه وهلاكه.. وإن من أصول الإسلام العظيمة، ومبانيه الجليلة، معرفة ما يتعلق بالركن الأول من أركان الإسلام، وهو ركن الشهادتين: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)، وهذا الركن قد احتوى جملتين لا انفكاك بينهما، ولا تتم الأولى إلا بالأخرى، وهما مفتاح الدخول إلى دين الإسلام، والخلود في دار الإسلام، فالشطر الأول من هذه الجملة المباركة، فيه إثبات الألوهية لله تبارك وتعالى، وأنه المتفرد والمستحق للعبادة وحده لا شريك له. وأما الشطر الثاني: ففيه إثبات الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنه مرسلٌ من ربه تبارك وتعالى، وقد أفاض علماء الإسلام في بيان أهمية هاتين الشهادتين، وعظم هاتين الجُملتين ،وقيام الإسلام عليهما، وأفردوا لكل جملة منهما مصنفات تشرح مجملها، وتبين مقاصدها، وتوضح نواقضها.
وواصل معالي الشيخ صالح آل الشيخ تقديمه للكتاب قائلاً: إن معرفة حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - هو من أنواع شكر نعمة الله تعالى على خلقه التي لا تعد ولا تحصى، والتي من أعظمها بعثة هذا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -، والهداية إلى ما جاء به، فبسبب هذه البعثة المباركة أنقذ الله تبارك وتعالى البشر من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، من ضيق الجهل إلى سعة العلم، ولذا كان معرفة هذه الحقوق النبوية وما يتصل بها مما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أعظم الضرورات للعباد.
ومما قاله المؤلف الدكتور محمد التميمي في مقدمة الكتاب: خص الله تعالى محمداً - صلى الله عليه وسلم - بخصائص ميزّه الله بها على جميع الانبياء والمرسلين، وجعل له شرعة ومنهاجاً - أفضل شرعة وأكمل منهاج مبين - كما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس، فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها أكرمها على الله من جميع الأجناس، هداهم الله بكتابه ورسوله لما اختلفوا فيه من الحق قبلهم، وجعلهم وسطاً عدلاً خياراً، فهم وسط في توحيد الله و أسمائه وصفاته، وفي الإيمان برسله وكتبه وشرائع دينه من الأمر والنهي والحلال والحرام، فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر، وأحل لهم الطيبات، وحرم عليهم الخبائث، فأخرجهم بذلك من الظلمات إلى النور، فحصل لهم ببركة رسالته، ويمن سفارته خير الدنيا والآخرة.
أما من اعتنى بالكتاب وأعده للنشر الدكتور عبدالجبار آل ماجد فقال: إن هذا الكتاب نفيس فيه تأصيل بديع وتوجيهات رصينة , لا يستغني عنه طلاب العلم ولا يشبع منه العلماء، نسأل الله جلّت عظمته أن ينفع به عموم المسلمين ؛ لأن من حقه - صلى الله عليه وسلم - على أمته الإيمان به , والإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - هو: تصديقه وطاعته واتباع شريعته , وهذا يعني الانقياد له - صلى الله عليه وسلم - , وذلك بفعل ما أمر به واجتنب ما نهى عنه والالتزام بسنته المطهرة والاعتقاد الجازم أن طاعته طاعة الله جل ثناؤه وأن معصيته معصية الله سبحانه لأنه - صلى الله عليه وسلم - هو الواسطة بين الله وبين الثقلين في تبليغ رسالته - صلى الله عليه وسلم -.
الجدير بالذكر أن صفحات الكتاب - التي يصل عددها إلى ستمائة وواحد وثمانين صفحة- تتكون من أربعة أبواب تفرع منها عدة فصول، ومباحث، ومطالب، حيث حمل الباب الأول: عنوان: (وجوب الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم ـ وطاعته واتباع سُنته) وفيه فصلان - الفصل الأول بعنوان: (وجوب الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -)، والفصل الثاني بعنوان: (وجوب طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم ـ ولزوم سُنته والمحافظة عليها )، والباب الثاني بعنوان: (وجوب محبته - صلى الله عليه وسلم -) وفيه فصلان: الفصل الأول بعنوان: (المعنى الصحيح لمحبته - صلى الله عليه وسلم - والأدلة وجوبها)، والفصل الثاني بعنوان: (علامات محبته - صلى الله عليه وسلم - والثواب المترتب عليها).
أما الباب الثالث فكان بعنوان :( وجوب تعزيره وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - وفيه ثلاثة فصول، الفصل الأول بعنوان: (بيان عظيم قدره - صلى الله عليه وسلم - ورفعة مكانته عند ربه - عز وجل -) والفصل الثاني بعنوان: (وجوب تعزيره وتوقيره وتعظيمه - صلى الله عليه وسلم - على أمته في حياته وبعد مماته، والفصل الثالث بعنوان: (الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم -)، والباب الرابع: بعنوان: (النهي عن الغلو في حقه - صلى الله عليه وسلم -) وفيه فصلان، - الفصل الأول بعنوان: (تعريف الغلو وسد الشارع لطرق الغلو في حقه)، والفصل الثاني بعنوان: (بيان الأمور التي حصل فيها غلو في حقه - صلى الله عليه وسلم - وحكم الشرع فيها.