ليكن الحفاظ على سلامة اللغة هدفاً وغاية حيث امتازت بسعتها ومرونتها، وتعاني اللغة العربية أزمة متعددة الجوانب وتتعرض اللغة العربية اليوم لجملة من التحديات وإقصائها عن التعليم العالي مما يسهم في إبعادها عن العلم؛ حيث تصبح غريبة بين أبنائها ويحرص كثير من الأمم على الحفاظ على لغتها والذب عن حياضها والثقة بها وبث الاحترام لها من خلال منابرها العلمية والإعلامية والثقافية، إذ لا وجود ولا مستقبل لأمة بدون لغتها التي تحبها، وتعتز بها أجيالها وناشئتها، وهناك دول يأتي في مقدمتها (فرنسا) تتباهى في الدفاع عن لغتها وثقافتها، ونراها اليوم من خلال صحافتها وخطابها ومنابرها الثقافية تقف في الطليعة لمواجهة الهيمنة الثقافية الأمريكية التي تزحف اليوم تحت شعار العولمة الثقافية.
ولا بد إذن من غرس محبة اللغة العربية واحترام معلميها وتطوير مناهجها وتشويق الشباب إليها من خلال وسائل متعددة تعليمية وثقافية، وإعلاء شأنها في مختلف الأجهزة والدوائر والمؤسسات، واسترداد الثقة بمستقبلها لدى شبابنا في المدارس والجامعات وأن تدرس بها العلوم والتقنيات، وأن تكون لغة الحديث والتفاهم والتعليم في مختلف المجالات والبحوث والدراسات، وفي الحياة اليومية في المتاجر والمصانع والعيادات الطبية وبث الاحترام والتقدير لكل من يستخدمها في تخاطبه. إن الغزو الثقافي شديد وعنيد فهو يريد انتشار غير اللغة العربية؛ فاللغة اليوم تواجه لغات وافدة ولهجات غازية فعلينا الحفاظ عليها.