للثقافة دور فكري متميز بإصدار ملفات خاصة عن الأدباء والشعراء، بحيث تأتي امتداداً لإسهامها ومبادرتها الوفائية برموز الأدب والوطن التي قدمت وأسهمت في البناء المعرفي والثقافي والمعرفة والعطاء، وتفصيل الحركة الأدبية والفكرية عن طريق مد الجسور بين المثقفين في هذا الوطن.
عرفت الأستاذ منصور الحازمي في أول لقاء معه بكلية الآداب بالجامعة، وكان من أقطاب الكلية التي بنيت وقامت على أكتافهم، حينما بدأت جامعة الملك سعود بكلية الآداب، وحينما كنت أميناً عاماً لدارة الملك عبد العزيز ورئيساً لتحرير مجلة الدارة، كان الدكتور منصور عضواً في هيئة تحرير المجلة، فكنا نلتقي في مكتبي كل شهر وأسعد بلقائه مع أعضاء هيئة التحرير، وهم أدباء كبار الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري والأستاذ الدكتور عبد الله العثيمين والأستاذ الدكتور محمد السديس والشيخ عبد الله بن إدريس، وهم أعلام ورموز أعتز بهم وبالعمل معهم وبما قدموه للمجلة من تميز، وكنا نستعرض المقالات والأبحاث والدراسات التي ترد للمجلة، فكان الدكتور منصور يتميز بالنكتة الظريفة والتعليقات الساخرة والابتسامات الأليفة، ومازلت أحتفظ له بشعور لا ينسى حينما كان يشنف آذاننا بتعليقاته فله وهج خاص، وكان لا يتوانى في الرد على التعليقات ويمدنا بأحاديثه التي تطرد السأم والملل من جد وهزل مما ينسينا تعب العمل وكأده. ولقد رافقته في عدة رحلات في احتفاليات البابطين للإبداع الشعري في كل من الكويت والقاهرة وفاس وغيرها، فزادت الصلة وثوقاً وتقارباً وإيثاراً، ومع تعليقاته الساخرة لا أتصور أنه قد أزعج أحداً، فقد كان شخصية محبوبة في علاقاته وتعامله مع الآخرين ومازلنا نلتقي به في مجلس حمد الجاسر الأسبوعي. لقد ربى أجيالاً وربى من شافهه وتعلم عليه ومازلنا نعتز بحضوره الإبداعي، إنه واحد من جيل رموز الأدب والثقافة والنقد في بلادنا، إنه من الأكاديميين الذين اهتموا في دراستهم بالأدب السعودي ونماذج الإبداع الحديث .. تلك إشارات من وحي سيرته وسيرته الحافلة وتناولت بحوثه العديدة في النقد الأدبي مجالات مختلفة. وعسى أن يتحفنا بكتابة ذكرياته الدراسية في مصر ولندن والجامعة وأشعاره الأخوائية، فلقد تألق في التدريس والإدارة والبحث العلمي ومازال مزيج الروح .. فتحية له مفعمة بالحب والود، ومازلنا بانتظار كل ما يثري الساحة الثقافية.