غادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد أن منح إسرائيل الوقت والغطاء والمبادرة التي رفضها نتنياهو وهى نسخة مطورة عن الاتفاقية المصرية، كما أنه انفض اجتماع باريس الذي جمع وزراء: أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر. دون أن يقدم الحلول, فقد جاءت الوفود الغربية للمنطقة ليس رحمة بأطفال غزة ولا عطفا بالأمهات ولا على التدمير الذي طال الشجاعية والتفاح وباقي المخيمات،هذه الوفود جاءت من أجل حماية إسرائيل، فهذه الحرب هي أطول حروبها مع العرب والفلسطينيين، صواريخ المقاومة هددت تل أبيب ومفاعلاتها النووية في جنوب تل أبيب والنقب (ديمونا) وتهديدا مباشرا لمطار بن غوريون ومدن جنوب إسرائيل وسواحلها في مدن 48م.
مواجهة غزة 2014م كشفت للإسرائيليين كما أشرت سابقا: أن غزة كلها أنفاق ومعابر وسراديب وملاجئ عسكرية تحت الأرض, فالذي لم تتحصل عليه غزة على الأرض أخذته تحت الأرض،وتأكد لإسرائيل والغرب أمريكا وأوروبا إذا استمرت الحرب في غزة ستتحول الضفة الغربية إلى غزة ثانية مدنها خنادق وأنفاق.
اكتشفت إسرائيل أن محمود عباس الرئيس الفلسطيني وجميع المنظمات والفصائل والشعب الفلسطيني موحد وليس كما في مواجهة 2008/ 2012م إنما موحد ويطالب برفع الحصار عن غزة وفتح الميناء والمطار والمعابر أمام المسافرين والبضائع.
اكتشفت إسرائيل أن سلاح المقاومة -الصواريخ- سيأتيها عبر الأنفاق أو من عرض البحر أو عبر تجارة السلاح الدولية التي تجوب البحار, أو صناعة محلية، فالشعب الفلسطيني عرف كيف يمتلك أسلحة تهدد المفاعل النووي وتصل إلى المدن والمنشآت الحيوية الإسرائيلية.
وتعرف إسرائيل جيدا أن حدود دول الربيع العربي مفتوحة وهي قريبة منها: ليبيا وسورية العراق وشواطئ البحر الأبيض المتوسط وبعض الثغرات في الحدود المصرية في رفح، وتعرف جيدا أن الأسلحة تجارة دولية أنعشها الربيع العربي.
الإسرائيليون مازالوا يتذكرون نصيحة هيلاري كلنتون عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية بعد حرب عام 2012م قالت على الإسرائيليين أن يراجعوا سياساتهم ومواقفهم، فالتيار الإسلامي بالمنطقة يزداد وبقوة،والطبوغرافيا السكانية ليست في صالحكم، والربيع العربي حرك السياسات التي كان يستفيد منها الغرب وإسرائيل.