تبعاً لأبيات الشافعي (ففي الأسفار خمس فوائد)، مررت خلال الـ24 ساعة الماضية بـ3 مطارات دولية، ويكاد المنظر يتكرر في كل مرة: المسافرون قلقون؛ ويتضح ذلك من تعابير الوجوه، وتصويرهم الطائرة من الخارج أكثر من مرة، وإرسال الصور عبر الفيسبوك وتويتر، على طريقة الشاب الهولندي (Cor Pan) في الطائرة الماليزية المنكوبة!
الثقة بالسفر جواً في أسوأ حالته عقب الحوادث الكارثية العام 2014م. أحد الأصدقاء، وقبل صعودنا الطائرة، وجدته يقرأ عن اتفاقية (شيكاغو للطيران عام 1944م)، وكيفية عبور الطائرات للدول، والمجالات الجوية التي يتم استخدامها، وعدد الطائرات والمقاعد المسموح بها لكل ناقل جوي. المسألة وصلت للتعرف على أنظمة (الأياتا) أو اتحاد النقل الجوي الدولي، التي تقول إنه يسافر حول العالم جواً أكثر (من 7 ملايين مسافر) يومياً. علماً بأن من يموتون بسبب حوادث الطيران والمواصلات كل عام لا يتجاوزون 2 % من مجمل وفيات العالم!
يقول لي أحد موظفي الخطوط الأمامية في (طيران خليجي) إنه يعمل في الشركة منذ 7 سنوات، وللمرة الأولى واجه هذا العام راكباً سأله (في حال لا قدر الله حصل حادث جوي للطائرة! كيف تتم عملية التعويض؟ ولمن؟!). يقول صاحبنا (لو كان السؤال في غير الظروف التي نعيشها نتيجة حوادث الطيران المتكررة لشككت في هذا الراكب، لكني تفهمت «هوس» حوادث الطائرات مؤخراً!).
بالطبع، هناك عشرات المواقف الجوية (المُخيفة) التي تواجه قائدي الطائرات يومياً أثناء التحليق، أو تلك الصعوبات الميكانيكية أو الفنية قبل الإقلاع، لكنه لا يتم الإفصاح عنها، ويصعب تمريرها لوسائل الإعلام؟!
أفضل الكتب اهتماماً بالمسافر الجوي تقول إن الراكب الذي يبقى داخل الطائرة أكثر من (90 ثانية) بعد فتح (مخارج الطوارئ) يعرض نفسه للخطر. وأعتقد أن هذه حسبة (غير عادلة)، في حال كان الركاب من حولك من (الأحجام الثقيلة) كما هو حالي الآن، وأنا أكتب لكم من داخل الطائرة؟!
مع كل (مطب هوائي) تشعر بأنك اتخذت (القرار الخاطئ) بالسفر جواً؟ بسبب تصرفات وردود فعل بعض الركاب!
لعل الفكرة واضحة، وسامح الله الإمام (الشافعي)، فلم يكن في عصره طائرات، وعيدكم مبارك!