بينما كنت في الطريق من المطار للفندق في إحدى العواصم الخليجية، توقفت السيارة التي أمامنا (بشكل مفاجئ)، عندها التفت علي (سائق التاكسي) وهو لا يعرف جنسيتي، وقال مبتسماً (سوري ميبي ذس درايفر سعودي)؟!.
بالطبع تحركت (الحمية) لدي، ولمحت أن (اللوحة محلية)، فسألت السائق كيف عرفت واللوحة (غير سعودية)؟! عندها اكتشف أني (سعودي)، وقال متلبكاً (ميبي، آي دونت نو، سوري)!.
بعد التحقيق مع المذكور بكثرة (الأسئلة) اعترف أنه كان يعمل في السعودية سابقاً، إلا أنه الآن ملتزم بالتعليمات المرورية ولله الحمد، ولا أعرف متى تتغير هذه الصورة (الخاطئة) عن السائق السعودي في الخارج؟!
رغم أن السعوديين (النسخة الخارجية) تحديداً، يحاولون أن يُظهروا مدى تقيدهم بالأنظمة والتعليمات المرورية بشكل عجيب، وبالطبع الالتزام بتعليمات الدول أمر جيد ومطلوب، ولكن المبالغة في التقيد بالأنظمة، تترك في ذهنك (عشرات الأسئلة) ؟!.
طالما أننا نحترم حقوق (المشاة) لماذا لا نطبقها في بلادنا؟ وطالما أننا نعرف أن الأفضلية لمن هم بداخل (الدوار) لماذا هذه التسابق العنيف في شوارعنا؟ وطالما أن (ساهر) الدول الخليجية، والغربية لا يضايقنا، فلماذا هذه النقمة على (ساهرنا)؟ علماً أن بعض الدول الشقيقة بدأت تطبيق أسلوب (التخفي) عند رصد السرعات، على طريقة (من جالس وانس)، على اعتبار أن هذه من فوائد أسبوع المرور الخليجي!
لا أعرف هل المشكلة في السائق؟ أم أن المشكلة في الأنظمة؟ التي أشك أن بعضها وضع كمجرد عقاب أو لفرض الغرامات وتحصيلها فقط، دون دراسة لكيفية تغيير أو تأثير ذلك على سلوك قائد المركبة، لتحسين البيئة المرورية!.
يجب أن نجتهد لتغير هذه الصورة الخاطئة عنا (خارجياً)، لا سيما مع كثرة السفر بالسيارات التي تحمل (لوحات سعودية)، إما نتيجة الخوف من حوادث (الطيران)، أو بسبب عدم وجود (حجوزات) تبعاً للتخطيط العشوائي الذي وصل حتى (لسفرنا)!.
الأكيد أن المرور يتحمل المسؤولية كاملة لتثقيف السائقين في الداخل، أو المسافرين للخارج، طالما أنه منحهم (رخصة قيادة سعودية) حتى لا يتعاملوا مع إرشادات المرور (كطلاسم سحرية) يصعب فكها، أو فهمها (محلياً وخارجياً)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي .