أعربت مصر عن بالغ استهجانها واستنكارها للتصريحات الأخيرة التي أدلي بها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وما تضمنته من إساءة لشخص الرئيس عبدالفتاح السيسي بإصدار أحكام مطلقة لا دليل عليها.
وقالت الخارجيَّة المصريَّة: إن هذه التصريحات «مدفوعة بأغراض ونوازع لا تتصف بالموضوعية وبتغليب الاعتبارات الشخصيَّة، وتعكس جهلاً كاملاً وإنكارًا تامًا لحقيقة الواقع السياسي في مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتي تنفيذ ثاني استحقاقات خريطة الطريق وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة بمشاركة فعالة من آلاف المنظمات المصريَّة والإقليميَّة والدوليَّة التي شهدت بنزاهة هذه الانتخابات».
وأشارت الخارجيَّة إلى أن هذه التصريحات تأتي في إطار دأب القيادة التركية على التدخل غير المقبول والمرفوض شكلاً وموضوعًا في الشأن الداخلي للبلاد وتمثل إمعانًا في تجاهل حقائق التاريخ ودور مصر القومي ومواقفها في الدفاع عن القضية الفلسطينيَّة، وهي مواقف لا تقبل المزايدة.
وقالت الوزارة: إنه وفي الوقت الذي أعطت فيه مصر الفرصة تلو الأخرى للقيادة التركية لإعلاء المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين فوق الاعتبارات الأيدلوجية والحزبية الضيقة وصيانة العلاقات التاريخية بينهما، فإنّ استمرار التجاوز في حق مصر وقيادتها المنتخبة سيُؤدِّي دون شك إلى مزيد من الإجراءات من جانب مصر من شأنها أن تحد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا يترك خيارًا سوى الرد عليه بعد أن سبق اعتبار السفير التركي شخصًا غير مرغوب فيه وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال.
وحسب الوزارة، يجري حاليًّا استدعاء القائم بالأعمال بالإنابة التركي بالقاهرة مرة أخرى إلى مقر وزارة الخارجيَّة لنقل رسالة احتجاج قوية على هذه التجاوزات والتحذير من مغبة استمرارها على مسار العلاقات بين البلدين، كما تَمَّ تكليف القائم بالأعمال المصري بالإنابة في تركيا بنقل ذات الرسالة إلى السلطات التركية.
وطبقًا للوزارة: «وإذ تعرب جمهورية مصر العربيَّة عن تقديرها للشعب التركي الصديق الذي تربطه بالشعب المصري علاقات تاريخية وروابط دم، فإنّها تجدد التأكيد على أنَّه آن الأوان لإعلاء المصالح العليا للشعبين على المصالح الإيديولوجية الضيقة والتسليم بإرادة الشعوب واحترام مبادئ العلاقات والمواثيق الدوليَّة التي تحظر التدخل في الشؤون الداخليَّة للدول وتفرض احترام إرادة الشعوب واختياراتها».
وكان أردوغان هاجم في حوار مع شبكة «سي ان ان» الأمريكية سياسات مصر في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسبل وقف الحرب، وقال: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي «ديكتاتور» وهو لا يعني الشعب المصري.