منذُ آلاف السنين وغص الزيتون رمز السلام، رمز المحبة.. غص الزيتون جزء من شجرة مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع كثيرة منها التين والزيتون قال الله تعالي: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .. لماذا غص الزيتون رمز للسلام؟.. في عهد نبينا نوح عليه السلام يقال أنه كان في السفينة هو ومن معه من المؤمنين ومن الحيوانات وكانت الأرض مملؤة بالمياه فكان عليه السلام يرسل الحمامة لكي تستكشف وفي إحدى المرات أرسل عليه السلام الحمامة وعندما عادت وإذ معها غصن زيتون ومنذ ذلك الحين صارت الحمامة وغصن الزيتون رمز وشعار للسلام.
لنْ أكتب عن فوائد الزيتون وزيت الزيتون فهي معروفه عند غالبية الناس، ولنْ أكتب عن غصن الزيتون من ناحية سياسية فلستُ سياسياً. أحاول أن أكتب عن غص الزيتون من ناحية وطنية واجتماعية كرمز للسلام والوئام. في تفاصيل الحوار الوطني هناك سلبيات من بعض المتحاورين، لماذا لا يحملون في أيدهم غصن الزيتون، في الحوار داخل الأسرة؟.. هناك سلبيات وقمع؛ لماذا لا يحملون غصن الزيتون، في الإعلام الجديد؟.. لماذا لا نحمل غصن الزيتون في الدوائر الحكومية والأسواق والمجمعات وجميع نواحي الحياة؟.. لماذا لا نحمل غصن الزيتون وبلادنا والحمد لله تزرع ملايين أشجار الزيتون في منطقة الجوف الغالية؟. لا نريد أنْ يسقط غصن الزيتون من السنة بعض الناس نريد أن يكون غصن الزيتون متواجد في شبكات التواصل الاجتماعي لا نريد أنْ تظهر بعض العادات السيئة والألفاظ المؤذية والتباعد. نحن مجتمع مسلم والإسلام يحثنا عن البعد عن التباغض والتحاسد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا تَنَافَسُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ). نريد أن تصفي القلوب وتتقارب ولا تتنافر.
في داخل كل إنسان غصن زيتون غصن يعيش على القيم الإسلامية التي غرسها الله في داخلنا منذ الولادة فلماذا بعضنا يحاول أنْ يقطع عنها سبل الحياة حين لا يتمتع بثمرها ويمشي عكس التيار الصحيح لماذا يخالف لمجرد الخلاف لستُ أدري. في داخل كل إنسان صراعات وأفكار سلبية وتناقضات اجتماعيه عليه التخلص منها وتحْويل ذلك إلى أفكار إيجابيه إنه غصن لزيتون الذي في داخلك لا تجعله يذبل ويموت فتتحول إلى إنسان يمشي خارج الخط المستقيم الذي ينشده كل مخلوق.
نحن بحاجه أن نبقي غصن الزيتون في داخلنا ونحافظ عليه ونعلم أولادنا وبناتنا كيف يرون غصن الزيتون الغض، نحن بحاجه إلى اللحمة الوطنية في بناء المجتمع، المجتمع الذي ينتمي كل أطيافه في مناطقة الثلاثة عشر.. بغصن الزيتون نستطيع أنْ نتحاور في التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية والغلو والاعتدال. ليس هناك أغلى من الوطن وحب الوطن إن حب الوطن واجب شرعي وديني وأخلاقي، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء والمحافظة عليه مهما كان موقع الإنسان على خارطة الوطن.
أخيراً على وزارة التربية والتعليم تعلِيم فلذات أكبادنا حب الوطن وري غضن الزيتون الذي في داخل كل طالب وطالبة، وإدخال مبادئ الحوار وممارسته منذ الطفولة واحترام الرأي الآخر وعدم التجريح والاستهزاء بآراء الآخرين مهما كانت ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
اقتبس (الفاروق) عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد المودة، والعداء بعد الإخاء).